حمّالةُ الحطب.. قصيدة للشاعر طلحة سعيد

دينبريس
إبداعات
دينبريس19 سبتمبر 2020آخر تحديث : السبت 19 سبتمبر 2020 - 9:40 صباحًا
حمّالةُ الحطب.. قصيدة للشاعر طلحة سعيد

الشاعر طلحة سعيد
قرأتُ سورةَ أبي لهَبْ
أمْعنتُ في سرّها
فرأيْتُ فيها
أَمراً عَجَبْ
أُمُّ جَميلٍ
حمّالةُ الحَطَبْ
قريبةُ حَيِّنا
بَلْ لها
في كُلِّ بيتٍ
صهيلٌ و جَلَبْ
تُلَوِّنُ
كما شاءتْ
صِبْغَهَا
وتنشرُ
صحائفَ الكذِبْ
تُزَوِّقُ الكلامَ
رديئاً قَميئاً
وتقولُ هَاكُمْ
سَبائِكَ الذهب ْ
تَرْمِي على أَعْطافها
ثَوْبَ قدّيسٍ
وتَرْقُصُ نَشْوى
منْ سُكْرٍ
و منْ طَرَبْ
تنادي في النّاسِ :
“أنا الفضيلةُ
والفضيلةُ مالٌ وحَسَبْ
مُذَمَّمٌ ما تَحْمَدونَ
مُذَمَّمٌ ما تعشقونَ
أَرواحكمْ عَطَبْ
إسْألوا تجّار الدينِ
إذا أنتم شككتمْ
أو مديرَ بَنْكِ الذَّهبْ”
……..
أُمُّ جَميلٍ
لَمْ تَعُدْ من لَحْمٍ
كما في تلكَ الحِقَبْ
هيَ ضوْءٌ
يسرقُ العقولُ من ضوئها
وجسمٌ
من أثير الأخبارِ
يَبُثُّ سُمومهُ بقوّةِ الغَلَبْ
أُمُّ جَميلٍ
لها أتْباعٌ كالجرادِ
يصفّقونَ
يهلّلونَ
دَرَوْا
أَوْ بلا سَبَبْ
…….
قرأتُ سورةَ المَسَدْ
أمْعنتُ في سرّها
وقلْتُ أَعْرِفُها
أمَّ جميلٍ
كما لا يعرفها
أبو لهبْ
فهي تغيّرُ جلدها
في كلِّ عَصْرٍ
وتلْبسُ جَديداً
بما نَسَبْ
ألَا تبّاّ لها
تلكَ الشَّقِيَّةُ
كما تبَّتْ
يدا أبي لهبْ!

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.