صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية كتاب “الحركات السلفية في المغرب (1971-2004): بحث أنثروبولوجي سوسيولوجي” للدكتور عبد الحكيم أبو اللوز، ضمن سلسلة أطروحات الدكتوراه (79).
ويسهم هذا الكتاب، في مشروع تفكيك الميكانيزمات التي تسمح بتكوين المنحى السلفي في المغرب (1971-2004).
ويرى الباحث أبو اللوز، في تحديد مفهوم السلفية، أن هذا المفهوم يدل على نزعة احتجاجية على التطورات التي طرأت على مستويين من مستويات الدين: العقائدي والتعبدي؛ فعلى المستوى العقائدي، تهتم النزعة السلفية بعملية إعادة تقنين الدين، هادفة إلى الترشيد الميتافيزيقي والأخلاقي للعقائد المعيشة؛ وعلى المستوى التعبدي، تهتم النزعة السلفية بعملية إعادة تقنين الشعائر الدينية، بتوحيد نماذجها، وكلماتها، وإشاراتها، وإجراءاتها، لكي يحافظ الدين على النشاط الشعائري الأصلي في مواجهة البدع المستجدة.
وقد أدرج الباحث فصول كتابه في قسمين، في القسم الأول، درس السلفية باعتبارها أيديولوجية دينية، حيث عمد إلى تفكيك الجهاز الأيديولوجي للخطاب السلفي، وبسط ما يحتويه من رموز ومعانٍ، ثم اكتشاف نوع البراديغم الذي يشكِّل الناظم الداخلي للعقيدة السلفية. وفي القسم الثاني بدا اهتمامه بالمواقف الملموسة للسلفيين المغاربة، وذلك من خلال وصف مكثّف للممارسات التي يكشفها الواقع. كما سعى في هذا القسم إلى تحقيق قيمة إثنوغرافية مضافة، من خلال المعطيات التي نجح في جمعها عن طريق البحث الميداني.
وقد خلص الباحث إلى أن ما شهدته الحركات السلفية، موضوع الدراسة، من موجات انشطارية، أفضت إلى العديد من الاتجاهات، التي يصل الاختلاف بينها إلى حدّ التناقض؛ كما أن التيار الغالب، الأكثر انتشاراً بين السلفية المغربية، هو تيار ما يعرف بـِ “السلفية التقليدية” الذي يركّز على قضية تصحيح الاعتقاد، ومسائل العبادات، ويليه تيار “السلفية العلمية” الذي يعتمد إحياء التراث وتحقيقه، وتكوين نخبة علمية سلفية.
{jathumbnail off}
المصدر : https://dinpresse.net/?p=1575