يعرف معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته 23 تراجعا في عرض الكتب الدينية في الوقت الذي يزداد فيه الاقبال على الروايات والأعمال المنتقدة للإسلام السياسي ولا سيما جماعة الاخوان المسلمين المصرية، فيما توقعت الجلسة المخصصة لمناقشة كتاب “الطريق إلى الاتحادية – الملفات السرية للاخوان المسلمين” التي عقدت على هامش المعرض، قرب سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر.
وتعليقا على تراجع الاقبال على الكتب الدينية قال مدير المبيعات في “دار الشروق” المصرية محمد خير لوكالة الصحافة الفرنسية ان: “اسباب تراجع المعروض من الكتاب الديني تعود الى تشبع السوق من هذه الكتب اولا، وعدم اقبال الجمهور عليها في الوقت الذي يزداد فيه الطلب على الكتاب الروائي والادبي. فالاعمال الروائية الان تحتل مركز الصدارة”.
في المقابل اشار مدير مبيعات “دار الساقي” اللبنانية عصام ابو حمدان الى “الكثير من الاقبال الان على الكتابات الانتقادية للفكر الديني، على سبيل المثال، فان الاقبال كبير على اصدارات للدار تتعلق بهذا الموضوع مثل كتابات محمد شحرور “السنة الرسولية والسنة النبوية”، وكتابات جورج طرابيشي وغيرهما من الكتب”، وفي السياق ذاته اكد الناشر السوري سعيد البرغوثي صاحب “دار كنعان” ان “كتبا دينية صادرة عن الدار، مثل “الحب في الاسلام” لم تجد سوقا ليس فقط في معرض ابوظبي، بل ايضا في معارض عربية اخرى رغم انه يعالج موضوعا جديدا في الفكر الديني”.
ومن جهته رأى حسن ياغي صاحب دار “التنوير” التي فتحت فروعا لها في القاهرة وبيروت وتونس انه “لاحظ تراجع عرض الكتاب الديني في المعرض خلال هذه الدورة وذلك لغياب عدد من دور النشر المتخصصة في هذا النوع من الكتب”.
في مجال آخر، توقع عدد من المفكرين المصريين سقوط حكم الاخوان المسلمين لمصر قريبا، كان ذلك اثناء الجلسة المخصصة لمناقشة كتاب “الطريق إلى الاتحادي – الملفات السرية للاخوان المسلمين”.
فقد رأى مؤلف الكتاب،الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية، عبد الرحيم علي، أن هناك مؤشرات عديدة على قرب زوال هذا النظام، واوضح “قلت مسبقا أن النظام لن يستمر أكثر من ثلاثة أشهر مقبلة لأن الموقف الدولي تغير كليا تجاه السلطة الجديدة في مصر، فقد وصف جون كيري وزير الخارجية الأميركي النظام أمام الكونغرس بأنه سيئ ولا يتمتع بخبرة من أي نوع لإدارة البلاد، ولذلك رفضوا تقديم المساعدات له. واضاف “الاقتصاد المصري في انهيار والوضع الاجتماعي في تراجع حاد، والجيش أصبح على أهبة الاستعداد للنزول إلى الشارع. النظام أشبه بطائرة تسقط بشكل رأسي”.
يطرح الكاتب خمسة ملفات سرية للجماعة هي العنف والتمويل والدين السياسي والعلاقة مع الولايات المتحدة والتنظيم الدولي. وقدم الكاتب في القسم الأخير توصيفا للشكل الذي ستكون عليه دولة “الاخوان”، وهو توصيف جاء مطابقا للواقع كما اتفق الحضور في الجلسة. فقد اعتبر سيد ياسين الباحث الشهير في علم الاجتماع الذي كان يدير الجلسة “أن “الاخوان” فشلوا فشلا ذريعا وظهر أن مبدأهم (الإسلام هو الحل) مفرغ، ولم يستطيعوا الدفاع عنه”.
من جهته قال الكاتب مصطفى بكري ان:”مصر العظيمة لن تنتهي، فأغلب قوى المجتمع المصري اكتشفت تناقضات تصريحات الرئيس (المصري محمد مرسي)، وهي تعي خطورة العملية القائمة الآن لتفكيك الدولة المصرية لصالح الأخونة، غير أن الجيش المصري ما زال حاميا للدولة الوطنية”.
الوضع في سورية لم يكن بعيدا عن اجواء المعرض، اذ اكد الكاتب السوري نهاد سيريس في الجلسة الحوارية المخصصة له في معرض أبوظبي الدولي للكتاب رفضه لصمت المثقف عن كل الدمار والقتل الذي يجري في سورية حاليا. وقال صاحب رواية “الصمت والصخب”: “لا يوجد كاتب صامت في سورية الآن، حتى لو كان هناك من لا يكتب عما يجري فهو رفض للطريقة التي تتطور بها الثورة”
وقد اصدر سيريس روايته الشهيرة في العام 2004 حينما تعرض مع مجموعة من المثقفين إلى نفي داخلي بعدما منعوا من المشاركة في الحياة الثقافية في سورية، وقد غادر بلاده مطلع العام الماضي مع تزايد المضايقات عليه من قبل النظام واشتداد المراقبة والتهديد.
وقال سيريس “قد يبرر لمن يؤمن بالصمت الآن أن القارئ منشغل بالاطمئنان على أهله وبلده ومنارات المساجد الأثرية والأسواق القديمة فهي كالعائلة في أهميتها لكل سوري” في إشارة إلى تهدم العديد من المباني الأثرية في سورية بسبب الاحداث الجارية.
وكان يفترض أن تشارك في الجلسة التي تحمل عنوان “كتاب تحت خط النار” الكاتبة السورية سمر يزبك الفائزة بجائزة “بنتر” الدولية للشجاعة الأدبية للكتاب، لكنها اعتذرت عن عدم الحضور في آخر لحظة.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=1318