انتشار كورونا..من المسؤول عن تنفيذ الإرادة الجماعية؟

دينبريس
2020-08-19T09:59:45+01:00
المغرب
دينبريس19 أغسطس 2020آخر تحديث : الأربعاء 19 أغسطس 2020 - 9:59 صباحًا
انتشار كورونا..من المسؤول عن تنفيذ الإرادة الجماعية؟

Driss Addar  - دين بريسادريس عدار
بعد عيد الأضحى ارتفعت أرقام الإصابة بكورونا بشكل كبير. لم تجد الحكومة شيئا تبرر به الارتفاع المهول في الأرقام سوى المواطن. وحتى المواطنين أنفسهم يلومون بعضهم البعض. على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي نقرأ كثيرا من السخرية بالتجمعات التي حدثت في أسواق الكبش وأثناء السفر وغيرها. وهو ما تلقفته الحكومة بسرعة وبررت به هذا الانهيار أمام الجائحة، التي ظل مسيطرا عليها في المغرب منذ اكتشاف أول حالة يوم الثاني من مارس.

قد يكون للمواطن قسط من المسؤولية..نعم أنت وأنا مسؤولين عندما لا نلتزم بالإجراءات الاحترازية..لكن دعنا نناقش ب”المعقول” المسؤولية في صيغتها الكبرى من يتحملها.

في البداية تم تخفيف الحجر الصحي. كان المبرر هو إنعاش الدورة الاقتصادية.. الدورة الاقتصادية اعترضتنا في الدورة..كانت نكسة الوحدات الإنتاجية للفراولة..أصيب خلالها حوالي ألف من العمال والعاملات. تم فتح تحقيق يعلم الله وحده مداه ومتى نعرف نتائجه..ربما تظهر النتيجة بعد انتهاء الجائحة.

واستمر موسم البؤر المتعددة. بعد تخفيف الحجر الصحي ظهرت البؤر الصناعية والإنتاجية..من يتحمل مسؤوليتها؟ أليس الرأسمال الجشع؟ هل العامل المتعب أو عاملة الفراولة التي تبحث عن “خبزة مرمدة في التراب” هو أو هي المسؤولين عن تفشي الفيروس؟

المسؤولية بدون مواربة تتحملها مباشرة الوزارة الوصية على مراقبة الوحدات الإنتاجية. أي وزارة التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي والأخضر. وزارة أدخلتنا زمن الاقتصاد الأسود.
بعد أن اجتمع كم كبير من المصابين بفيروس كورونا من خلال البؤر الإنتاجية والصناعية تم توزيعهم بالعدل والتساوي على كافة المدن والقرى والبوادي والمداشر خلال فترة العيد. قد لا يتم إلغاء العيد لكن التنبيه إلى شروط جديدة بالاحتفال به. الاحتفاء في حدود لا تنتهك إجراءات الطوارئ الصحية.

سيعود أيضا من يقول إن المواطن مسؤول عن الموضوع، ولولا اللهطة وكثير من التعبيرات التي تسيء لعقائد الناس وأعرافهم وتقاليدهم، ما وقع الذي وقع.

نعم هناك محاولة الانفلات من كل شيء وهي خاصية لدى المواطن الفرد. يريد عيد الأضحى ويريد زيارة عائلته، ولا أعتقد أن هناك من استأنس بجو الحجر. الفرد بما هو واحد له رغبات كثيرة وربما كلها تتمرد على قانون الطوارئ الصحية. لكن من المسؤول عن تنفيذ الإرادة الجماعية؟

الإرادة الجماعية هي هذه العنوان الكبير أو هذه الروح العامة التي تسعى إلى التخلص من الجائحة والخروج منها بأقل الخسائر الممكنة. الإرادة الجماعية هي هذا الانجماع الكلي للرغبة في النجاة. فمن المسؤول عن تنفيذها إذا؟

لا يمكن تحميل المواطن سوى مسؤولية الانزياح عن القوانين ومخالفتها مثلما يعمد البعض إلى الانحراف عن الطريق المستقيم للمجتمع. لكن الدولة بما هي مؤسسات هي المسؤولة عن تنفيذ الإرادة الجماعية، والدستور وضع كافة المؤسسات بيد الحكومة لفرض هذه الإرادة..عدم تنزيل الإرادة الجماعية هو السبب في هذا التفشي الكبير للجائحة..كيف وماذا كان مفروضا أن تقوم به الحكومة هذه أسئلة مطروحة عليها وليس على المواطن البسيط وحتى المثقف الذي إن أجاب يبقى كلامه معلقا دون أن يصل إلى أذن من ينبغي أن يسمعها.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.