محمد علي لعموري
الطفل عدنان الذي غاب عن والدين فجأة ليكون موضوع بحث لفائدة العائلة لمدة عاش خلالها الأب والأم أحلك وأقسى الأوقات والساعات وهما يمنون النفس بعودة الإبن الصغير قرة عينهما الذي خرج ذات نهار لشراء دواء من الصيدلية ولم يعد ، هذا الطفل عثر عليه مقتولا مدفونا بعد عملية اغتصاب ارتكبها شاب ألقي عليه القبض للإشتباه أنه مرتكب هذه الجريمة النكراء.
الطفل عدنان كان قيد حياته براءة مرفوعا عنها القلم ، له عالمه الخاص ، عالم الأطفال الذين يلعبون ويمرحون ويتعلمون من الأهل ومن المدرسة ما يشد عضدهم ويهيئهم ليكونوا رجال ونساء المستقبل.
الطفل عدنان لم يكن بذلك الخبث ولا بتلك الفطنة التي تجعله يحتاط من ذئاب بشرية تتربص بأطفالنا وطفلاتنا في الأزقة والممرات الضيقة والحدائق وحتى في الحمامات العمومية.
من جرائم التربص لدى بعض مرضى المجتمع ؛ ممن تعرضوا هم بدورهم إلى الإغتصاب ؛ أنهم لم يعالجوا حينها ليتجاوزوا محنتهم النفسية التي ظلت تلازمهم طوال حياتهم. حتى إذا ما شبوا عن الطوق استفاقت لديهم رغبة معاودة نفس الفعل الإجرامي على أطفال شاردين وآخرين مدللين وآخرين متشردين…لتتكرر المأساة على أشد ما يكون البدء.
تبرير أسباب الجريمة لا ينفي عنها صفة الجرم المشين والمقيت الذي تكلم به قلوب تتقطع من هول الفعل الإجرامي ارتكبه شاب معتوه مريض تحول إلى وحش آدمي يستهدف طفولتنا ، وأمثاله للأسف كثر يزاولون هذا الفعل في غفلة من أعين المجتمع والأهل والأقارب.
الطفل عدنان مات ميتة الغذر والوحشية قدره أنه طفل ساذج يتصرف على سجية من هم في مثل سنه المبكر ، يثقون في البشر ويبتسمون لمن يخفي وراء ابتسامته قبح الفعال ونوايا هتك العرض واغتصاب البراءة ولو أدى ذلك إلى إنهاء حياة الطفل/الضحية.
الطفل عدنان إبن مدينة طنجة عاصمة البوغاز التي يكثر في بعض أحيائها التطرف الديني ونشر الفكر الديني المغلوط ، هي نفسها المدينة التاريخية التي يعيش بين سكانها – كما بقية المدن المغربية الكبرى – وحوش بملامح بشرية عقولهم مخربة لأنها فقدت الضمير الإنساني الحي ، وقلوبهم مريضة من جراء رواسب ماضوية تركت ندوبا غائرة لم يصلحها الزمن بل زادها تغولا حتى صارت وحشا كاسرا مختفيا في صفة بشر ، فيعرضون مساعداتهم وصداقاتهم على قاصرين أو التغرير بهم بمال استغلالا للهشاشة أو بما يجعل النفس الأمارة بالسوء تهفو إلى تحصل ما بيد هذا الوحش الكاسر. حتى إذا ما وقعت الضحية فريسة في عرين الوحش انقض عليها دونما رحمة أو شفقة فسلبها كل شيء حتى الحياة !
ونحن نشجب هذا الفعل الإجرامي الذي يتكرر بكثرة ومن حين لآخر وفي كل ربوع المملكة ، لا ننسى أن نذهب بمطلب العقوبة إلى مداها الأقصى والأقسى وهو الإعدام الذي يستنكره من يتاجرون بقضية حقوق الإنسان إرضاءا لأجندة خارجية تستعمل قضية حقوق الإنسان ليس من أجل سواد عيون أبنائنا ولإنقاذ المجتمع من هذا الترنح اللاأخلاقي المخيف ، بل للمزايدة به على الدولة في إطار حسابات سياسوية مكشوفة.
لهذا لا يضيرنا نحن الذين نناضل من أجل حقوق الإنسان وحقوق الأقليات وحقوق كل الفئات المهمشة داخل المجتمع أن نطالب بتنصيص عقوبة الإعدام في القانون وتطبيقها حرفيا حتى يرتدع المقبل على القتل بنشوة مرضية تقشعر لها الأبدان.
كما نأمل أن يتم التفكير في معالجة الآثار النفسية لكل عملية اغتصاب لتوعية أهل الضحية ( أتكلم هنا على وجه العموم ) بضرورة عرض الإبن أو البنت الضحية على طبيب نفسي يكون رهن إشارة مثل هذه الحالات المستعجلة وذلك لقطع دابر حالة العود بعد أن يكون الضحية الصغير قد كبر وأصبح نموذجا للمجرم الجاهز للإنقضاض على طفولتنا البريئة.
عزاؤنا وتضامننا مع أبوي الطفل عدنان الذي راح ضحية البيدوفيليا.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=10134