المسيح يعود إلى الأرض ويكلم الناس عبر الذكاء الاصطناعي

دينبريس
2024-11-29T10:25:14+01:00
إبداعات
دينبريس29 نوفمبر 2024آخر تحديث : الجمعة 29 نوفمبر 2024 - 10:25 صباحًا
المسيح يعود إلى الأرض ويكلم الناس عبر الذكاء الاصطناعي

في خطوة مثيرة للجدل وذات طابع غير مسبوق، أعلنت كنيسة القديس بطرس، الاربعاء الماضي، في مدينة لوسيرن السويسرية، عن إطلاق مشروع مبتكر يدمج التكنولوجيا بالروحانية، عبر الاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتجسيد صورة ثلاثية الأبعاد للمسيح.

وكان الهدف الرئيسي من هذه التجربة هو استقبال اعترافات الزوار والتفاعل معهم بطريقة حديثة ومختلفة.

المشروع، الذي حمل اسم “الإله في الآلة” (Deus in Machina)، جاء ثمرة تعاون بين الكنيسة ومختبر أبحاث الواقع الافتراضي بجامعة HSLU، ويقدم تجربة تفاعلية حيث يستقبل “يسوع الافتراضي” الزوار بعبارة ترحيبية: “السلام عليك يا أخي”، داعياً إياهم للتعبير عن أفكارهم وأسرار قلوبهم.

ويتميز هذا النظام بقدرته على التحدث بأكثر من 100 لغة، مما يجعله أداة روحية وتأملية متعددة الثقافات، حيث تم تدريبه على نصوص دينية واسعة، بما في ذلك الكتاب المقدس ونصوص لاهوتية أخرى، ما أتاح له التفاعل مع الزوار في مواضيع شتى، منها الحب، الحياة بعد الموت، الوحدة، الحروب العالمية، بالإضافة إلى قضايا حساسة كقضية الاعتداءات الجنسية داخل الكنيسة وموقفها من المثلية الجنسية.

وأثارت التجربة ردود فعل متباينة، فبينما أشاد البعض بالمبادرة ووصفوها بأنها خطوة جريئة لإثارة النقاش الروحي في العصر الرقمي، انتقدها آخرون بشدة معتبرين أنها خروج عن التقاليد الدينية، ووصفها البعض بأنها “غير لائقة” أو حتى “مسيئة”.

ورغم ذلك، أكّد فريق المشروع أن التجربة حققت نجاحاً لافتاً، حيث أظهرت استبيانات أُجريت مع حوالي 300 زائر أن الغالبية خرجوا بتأثر فكري وروحي عميق.

وشدد القائمون على المشروع على أن الهدف لم يكن استبدال الطقوس الدينية التقليدية، بل استكشاف أفق جديد للتواصل الروحي عبر التكنولوجيا، مشيرين إلى أن النظام سهَّل النقاشات العميقة وشجع الزوار على التفكير والتأمل.

وتخطط الكنيسة لمناقشة نتائج هذه التجربة في تقرير مفصل خلال الأسابيع المقبلة، بهدف استكشاف إمكانات توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز التجربة الروحية.

بينما يطرح المشروع تساؤلات جوهرية حول إمكانية أن يكون الذكاء الاصطناعي وسيطاً روحياً، يتساءل المؤمنون أيضاً: هل هذه التجربة مجرد محاولة لاستباق عصر رقمي جديد، أم أنها تمهيدٌ لنزول المسيح عليه السلام، كما يعتقد الكثير من المؤمنين؟

تجربة “الإله في الآلة” قد لا تكون نهاية النقاش، بل بداية لفصل جديد في العلاقة بين الدين والتكنولوجيا، حيث يقف العالم على أعتاب إعادة تعريف مفهوم الروحانية في العصر الرقمي.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.