عمرو عبد المنعم ـ إعلامي وباحث من مصر
الدلالة الأولى: من الواضح أن النظام بأجهزته المختلفة أبقي على محمود (القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين) عزت كجناح اتصال بالجماعة ( بطريقة غير مباشرة ) لرصد تحركاته ومعرفة مدى قدرته على تحجيم أو إطلاق بعض الأجنحة داخل الجماعة وهو ما أخر عملية القبض عليه هذه السنوات، وحتي لو كان خروجه من مصر إلى تركيا وحضوره بعض الفاعليات لترتيب الصفوف لصالح تهدئة الوضع فى الداخل وهو ما فشل فيها عزت فعلاً، فرغم أنه احد الصقور لكن هناك صقور ونسور في الخارج من المستفيدين لبقاء الوضع الحالي للجماعة على ما هو عليه داخليا ًوخارجيًا.
الدلالة الثانية: طريقة القبض على محمود عزت تشبه طريقة التي تم القبض بها على د محمد بديع ود محمد البلتاجي ود عصام العريان وصبحي صالح، وتصويرهم لإثبات ان العملية كانت نظيفة وأنها نتيجة لمعلومات ولم تحدث بها اي مقاومة من الطرفين، وارتداء الملابس العادية “ملابس النوم” فى الغالب تشير لكونها عملية مفاجئة.
الدلالة الثالثة: تشير العملية لمعرفة أجهزة الامن المصرية لمكانه وتعقبه، ومن الواضح انها كانت خطة دقيقة وطويلة ومعقدة ومرت بمراحل وخطوات كثيرة حتى تم التنفيذ، حيث استنفد عزت وجوده فى الخارج وتم تنفيذ العملية بهذا الشكل الهادئ صباح أمس .
الدلالة الرابعة: القيادي محمود عزت شخصية ذات دربة على ملاحقات الأمن والعمل السري وتعرض مرارا للاعتقال والسجن منذ الشباب، وبالتالي لم يفقد هدوءه المعتاد بالرغم من قسوة مباغتته والقبض عليه ومعرفته بتبعات ذلك الشخصية وعلى تنظيم الإخوان، وقد اعتاد المقربون منه على عدم تلقي اي ردود فعل تظهرها ملامح وجهه.
الدلالة الخامسة: من الواضح حدوث تغير ما في علاقة محمود عزت بالمجموعات النوعية دفعت أجهزة الأمن للقبض عليه، فمعروف أن جبهة عزت كانت ترفض العمليات النوعية واستمرارها (ربما كان يصدر هذه الفكرة للآخرين ويمارس نقيضها سرا)، لكن المعروف والدارس للحالة الإخوانية فى السبع سنوات الأخيرة يدرك جيدًا أن هناك مجموعات اخوانية تري أنه وراء تصفية جبهة محمد كمال، وربما القبض عليه كان سببه إعادة الاتصال أو تشكيل بعضها، وهذا ما ظهر في الفيديو الأخير الخاص بالنائب العام واعتراف الخلايا النوعية بالعملية، وارسال رسائل مشفرة في الفيديو بقدرتهم على تصفية هدف مقبل جاري الإعداد له، بالإضافة إلى تصريحات نائب المرشد إبراهيم منير بالجزيرة أول أمس الخاصة بالهجوم على مصر ونظامها بشكل مباشر وتحمل تقريبًا نفس الرسائل المشفرة .
الدلالة السادسة: واضح ضعف قدرات التنظيم بعد سلسة الضربات الأمنية المكثفة التي تلقاها من قبل أجهزة الأمن المصرية وخاصة العام الماضي، ومدى وصول الاجهزة لمعلوماتدقيقة عن التنظيم والخلايا السرية وهو ما تدفع به الاجهزة بمعلومات تبدو احيانا متضاربة أظنها للتمويه.
الدلالة السابعة: ضعف قدرات التنظيم خارجيا وهو ما ما نتج عنه عمليات الانشقاق الكبيرة والملحوظة في مجموعات الخارج إعلام قطر واعلام تركيا والانشقاقات في رابطة الإعلاميين المصريين بقيادة حمزة زوبع، ورابطة المصريين في الخارج بقيادة عطية عجلان واتهامات بعضهم البعض بالشلية واقصاء المخالفين لهم، و ومواقف النخب التي كانت مؤيدة لهم مثل محمد القدوسي، و بلال فضل، ومحمد الناصر والتراشقات الإعلامية الأخيرة.
الدلالة الثامنة: القيادة في الاخوان تاريخية وتعتمد على الثقة والتزكية ولن يخلف عزت في الوقت الحالي فى غالب تقديري أي قيادة أخرى على الأقل فى الداخل المصري، لان خيوط اللعبة والتجمعات وتزكية العناصر ومن ثم المجموعات كانت في الغالب فى ايدي عزت بالمقام الأول وهذا سوف يربك التنظيم في الداخل بشكل كبير .
الدلالة التاسعة: ضعف الحالة المعنوية للعناصر التنظيمية التي كان يشكل لها عزت تبعية فكرية وتنظيمية، وهو ما سوف يؤدي إلى حالة من الخمول التنظيمي لو استمرت كثيرًا، و لحدث انهيار لبعض المجموعات التنظيمية الإخوانية في الداخل.
الدلالة العاشرة: بالقبض علي ىحمود عزت سينفصل الجناح الدولي للإخوان عن التنظيم المركزي في الدخل على الأقل فى الوقت الراهن، حتي تستعيد الجماعة والتنظيم الثقة من جديد في عناصر جديدة، قد لا تكون بكاريزمة عزت أو أي قيادة تاريخية تستدعي لذلك، وهو ما سوف يؤدي لانشقاق كبير لا محالة ظاهر على السطح أو لاح في الظهور في الآونة الأخيرة، لكن هل يميل هؤلاء امنشقون للعنف أكثر من المجموعات الراديكالية القديمة، أم يستفيدوا من تجربة تصفية محمد كمال ويميلون للأوطان أكثر من التنظيمات الأممية والدولية هذا ما سوف تسفر عنه الأيام القليلة القادمة.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=9721