انتقد المجلس الوطني المستقل للأئمة في الجزائر، وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله، معتبراً أن إشاراته الى انتشار السلفية وخطرها في البلاد هو ‘تهويل وتحامل’.
ونقلت صحيفة (الخبر) الجزائرية امس الاربعاء، عن رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة (نقابة الأئمة) جمال غول، قوله ‘إما أن تطلعنا الوزارة على أسماء هؤلاء السلفيين الذين يشكلون خطراً على البلاد، وإمّا ما يقوم به الوزير هو مجرّد تهويل وتحامل’.
وأوضح غول أنّ هيئته كنقابة ‘تحتكم إلى قوانين الجمهورية، ومهمتها الدفاع عن الأئمة وموظفي القطاع، دون التمييز بين الموظفين بخصوص آرائهم أو جنسهم أو أصلهم، أو بسبب أي ظرف من ظروفهم الشخصية أو الاجتماعية’، طبقاً للقانون الأساسي للوظيف العمومي. وأضاف أنه بناء على هذا القانون فإن ‘مهمة المجلس هي الدفاع عن جميع الأئمة، ولو كانوا سلفيين، لغياب مبرّر قانوني مادامت الوزارة (الشؤون الدينية) لم تخرج للعلن أسماء أئمة سلفيين يشكلون خطراً على البلاد، بل بالعكس، سيساهم الكشف عن الأسماء في تنوير الرأي العام وإزالة الغموض عن قضية بدأت تتسع دون مستقبل’.
واعتبر غول أن تحرّك الوزارة حيال القضية بات ضروريا وعلى عجل، لتحديد موقفها الرسمي وعدم الاكتفاء بالتصريحات، مشدداً على أنه ‘إما أن يعطينا الوزير كافة المعطيات، إذا توفر عليها، ويتخذ الإجراءات اللازمة والعقوبات القانونية، وإمّا فهو يمارس التهويل، ويقصد منه التحامل، وهنا، لا يحق له ذلك، في غياب دلائل واقعية’.
من جهته، قال المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية، عدة فلاحي إن ‘الوزارة تقوم بتقييم لبعض المنتسبين للسلفية، وهو مبني على دراسة ووقائع’، مشيراً إلى أن ‘السلفيين لا يأخذون بالمرجعية الدينية الوطنية بعين الاعتبار (المذهب السني المالكي)، ولا يريدون الالتزام بالقوانين والتشريعات التي وصفتها وزارة الشؤون الدينية لتسيير المساجد والمرافق الدينية، ويريدون مخالفة المرجعية الوطنية في حوالى 40 مسألة’.
من جانبه، اعتبر زيراوي عبد الفتاح حماداش، الناطق الرسمي لـ”جبهة الصحوة الحرة” السلفية (قيد التأسيس) أنّهم يتعرّضون لـ’حملة تشويه’، تقودها وزارة الشؤون الدينية ‘بنتها على مغالطات ومن شأنها تخويف الجزائريين من التيار السلفي’.
وكان غلام الله اتهم الحركة السلفية في الجزائر بالسعي إلى الإستيلاء على الحكم.
وقال خلال ندوة حول المرجعية الدينية الجزائرية التي عقدت بدار الإمام بالعاصمة الجزائرية الشهر الماضي، إنه لا يتخوّف أبداً ممن يدعون للسلفية، متسائلاً عما ‘يريد هؤلاء.. هل تصحيح الدين الإسلامي أم الاستيلاء على الحكم؟’، مرجحاً أن ‘هدفهم هو الاستيلاء على الحكم’.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=253