إعداد: محمد جناي
شهر رمضان هو موسم الرسالات السماوية، التي تلقاها الأنبياء عليهم السلام، ففي أول ليلة من رمضان كان نزول صحف نبي الله وخليله أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام، وفيه أيضا أُنزلت التوراة والإنجيل، كما ثبت ذلك في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، وهو بنص القرآن الشهر الذي أُنزل فيه القرآن الكريم: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)
وهذه الرسائل السماوية العظيمة التي ارتبطت بهذا الشهر الكريم، تحمل للإنسانية مبادئ سامية، ومعاني قيِّمة، وحِكَما جليلة، لا تمحوها السنون ولا القرون، ولا تتجاوزها الأمم والحضارات، لأن هذه الرسائل قد اتفقت جميعها على ترسيخ الإنسانية، والدعوة لقيم الرحمة والخير، والتعاون والعدل والتسامح، وتلك هي «الحنيفية السمحة» دين الأنبياء عليهم السلام، وقد جاءت رسالة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، بمثابة «اللبنة» المتممة لذلك البناء القيمي، فأتم الله على يديه مكارم الأخلاق وفضائل الشيم، كما أخبر بذلك صلى الله عليه وسلم في قوله: «إنما بعثت لأتمم مكارم
الأخلاق»(1).
وفي ظل ما يعانيه العالم اليوم من تداعيات انتشار فيروس كورونا COVID_19، أطلقت “اللجنة العليا للأخوة الإنسانية” اليوم نداء عالميا إلى جميع الناس، على اختلاف ألسنتهم وألوانهم ومعتقداتهم، أن يتوجهوا إلى الله بالدعاء والصلاة والصوم وأعمال الخير، كل فرد في مكانه، وحسب دينه ومعتقده، من أجل أن يرفع الله هذا الوباء، وأن يغيث.العالم من هذا الابتلاء، وأن يلهم العلماء اكتشاف دواء يقضي عليه، وأن ينقذ العالم من التبعات الصحية والاقتصادية والإنسانية، جراء انتشار هذا الوباء الخطير.
ودعت “اللجنة العليا للأخوة الإنسانية” المؤمنين من كافة الطوائف الدينية، أن يكون يوم الخميس الموافق 14 ماي الجاري يوما عالميا للصلاة من أجل الإنسانية، مناشدة كافة القيادات الدينية وجموع الناس حول العالم بالاستجابة لهذا النداء الإنساني، والتوجه إلى الله عز وجل بصوت واحد، من أجل أن يحفظ البشرية ويوفقها لتجاوز هذه الجائحة، وأن يعيد إليها الأمن والاستقرار والصحة والنماء؛ ليصبح عالمنا- بعد انقضاء هذه الجائحة- أكثر إنسانية وأخوة من أي وقت مضى.
يشار إلى أن اللجنة العليا للأخوة الإنسانية لجنة دولية أنشئت لتحقيق أهداف وثيقة الأخوة الإنسانية، وتضم حاليا أحد عشر عضوا، من الإمارات وإسبانيا وإيطاليا ومصر وأمريكا وبريطانيا وبلغاريا وليبريا، ويذكر أنه تم تشكيل اللجنة العليا للأخوة الإنسانية بهدف تطبيق القيم التي نصت عليها وثيقة “الأخوة الإنسانية” ومبادئها، وهي بمثابة القيادة الروحية لهذا المسعى، والتي تعمل على الترويج الفاعل له من خلال التواصل بين الأديان وتعاليمها، وتنشر اللجنة مبادئ التفاهم والتواصل والاحترام المتبادل من خلال حث القادة والرموز والأفراد حول العالم على تحقيق هذه الأهداف المشتركة.
هذا وتسعى اللجنة لترسيخ قيم التعايش السلمي بين جميع الناس من مختلف الأديان والجنسيات، من خلال رعاية وتنفيذ تطلعات وثيقة الأخوة الإنسانية، وعقد الاجتماعات مع القيادات الدينية ورؤساء المنظمات الدولية وغيرهم من القيادات الأخرى، لتبني المبادرات التي من شأنها نشر السلام بين جميع الشعوب.
وقال فضيلة الإمام الأكبر على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «أرحب بالنداء الإنساني النبيل الذي أطلقته اللجنة العليا للأخوة الإنسانية بدعوة الناس حول العالم للصلاة والدعاء وفعل الخير من أجل أن يرفع الله جائحة كورونا عن أسرتنا البشرية».
وأضاف فضيلته: «أدعو الجميع إلى المشاركة في هذا النداء، والتضرع بصدق إلى الله تعالى ليرفع هذا البلاء عن البشر، وأن يوفق الأطباء والعلماء في جهودهم للوصول إلى دواء ينهي هذه الجائحة».
وأوضح الأنبا إبراهيم إسحق خلال حديثه لأبناء الكنيسة الكاثوليكية بمصر يوم صلاة وصوم كل فرد في مكانه؛ ليرفع الله هذا الوباء (فيروس كورونا)، وأن يلهم العلماء لاكتشاف الدواء المناسب ليقضي عليه، وأن ينقذ العالم من التبعات الصحية والاقتصادية والإنسانية جراء انتشار هذا الوباء الخطير.
تابع بطريرك الأقباط الكاثوليك: «وتقدم كل القداسات في هذا اليوم على هذه النية الخاصة، ولأجل شفاء كل المرضى».
من جانبه قال البابا فرنسيس: «بما أن الصلاة هي قيمة عالمية، فأرحب بدعوة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية بأن يتحد المؤمنون من جميع الديانات روحياً يوم 14 مايو في يوم بالصلاة والصوم والأعمال الخيرية وذلك للدعاء إلى الله أن يساعد البشرية في التغلب على جائحة الفيروس التاجي».
وأضاف البابا: «فلتتذكروا أنه في 14 مايو سوف يتحد معاً جميع المؤمنين من ذوي ديانات مختلفة، للصلاة والصوم والقيام بأعمال خيرية»(2).
ــــــــــــــــــــــ
1:صحيفة الاتحاد -عمر حبتور الدرعي يسلط الضوء على الرؤية الدينية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
2:الصفحة الرسمية للأزهر الشريف بالفايس.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=8161