إحياء مناسبة المولد النبوي لدى أصحاب الزاوية البصيرية، تدوم أياما عديدة وليس يوما واحدا، معبرين بذلك عن طريقتهم الخاصة في التعبير عن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم،
وكأني بهم متحققين بقول أبي العباس المرسي: “لو غاب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين”.
فما أن أطل شهر ربيع الأول النبوي 1434هـ، حتى امتلأت أرجاء الزاوية البصيرية باللافتات المتنوعة التي تعظم سيد الوجود محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزينت جدرانها بالأعلام الوطنية إيذانا ببدء الاحتفال بعيد المولد النبوي، وهكذا تم تنظيم عدة أنشطة إشعاعية كبرى تمثل أولها في الملتقى العلمي الثالث لمدارس التعليم العتيق لجهة تادلا أزيلال وجهة الشاوية ورديغة وجهة تانسيفت الحوز، وهو اللقاء الذي نظم يوم 20يناير 2013م، تحت شعار: “التعليم العتيق ودوره في صناعة الرجال” شاركت فيه حوالي خمسة عشر مدرسة خاصة للتعليم العتيق، وحضره عامل إقليم أزيلال وممثلا لمدير مديرية التعليم العتيق بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومدراء المدارس وأساتذتها وطلبتها، وبلغ عدد الحضور حوالي ستمائة وخمسين فردا، أطر هذا اللقاء العديد من العلماء والأساتذة أصحاب التجربة في ميدان التعليم العتيق الذين تكاملت مداخلاتهم في خدمة شعار الملتقى.
وتمثل النشاط الثاني في اللقاء السنوي الذي تنظمه الطريقة البصيرية لفائدة القيمين الدينيين لجهة تادلا أزيلال في يوم عيد المولد من كل عام، وهو اللقاء الذي صادف هذه السنة يوم 24يناير 2013م، ترأسه شيخ الطريقة البصيرية مولاي إسماعيل بصير وحضره العديد من العلماء والقيمين الدينيين من إقليم أزيلال وإقليم بني ملال وإقليم الفقيه بن صالح، وابتدأ نشاطه من أول الصباح إلى ما بعد صلاة العصر، خلال هذا اللقاء تم ختم القرآن الكريم عدة مرات وختم همزية وبردة الإمام البوصيري، كما قضوا وقتا طويلا في الابتهال والدعاء للحاضرين ولأمير المؤمنين وللبلاد عامة ولكل من طلب منهم ذلك، وبلغ عدد الحضور حوالي تسعمائة.
وبخصوص النشاط الإشعاعي الثالث فتمثل في الأمسية الدينية التي نظمتها مدرسة الشيخ سيدي إبراهيم البصير الخاصة للتعليم العتيق لتكريم طلبتها الحائزين على المراتب المشرفة في نهاية الطور الأول من العام الدراسي، وهو اللقاء الذي تم فيه تكريم الأساتذة والطلبة على حد سواء، وحضره جميع طلبة المدرسة المذكورة البالغ عددهم حوالي مائة وأربعين طالبا، وبعض مريدي الطريقة وبعض المحسنين الذين ينفقون على المدرسة.
وخلال هذا اللقاء تم ترديد وصلات من السماع والإنشاد والمديح النبوي، وتم الاستماع إلى قراءات قرآنية فردية للطلبة المتمهرين في القراءة، كما تم الاستماع للطلبة الذين استطاعوا كتابة أحسن خطبة وأحسن موعظة، وختم اللقاء بكلمة توجيهية للشيخ مولاي إسماعيل شيخ الطريقة ومدير المدرسة العلمية، وقد نالت هذه الفقرات استحسان الحضور.
وفي يوم 29يناير 2013م أحيت الطريقة البصيرية موسمها السنوي في الاحتفال بذكرى المولد النبوي، هذا اللقاء الكبير الذي حج إليه المريدون والمريدات من جميع أقاليم المملكة المغربية ومن العديد من البلاد الأجنبية كالجزائر والإمارات العربية المتحدة وإيطاليا وغيرها، بلغ عدد الحضور حوالي ثلاثة آلاف وخمسمائة مريد ومريدة، وترأس هذا الاحتفال شيخ الطريقة البصيرية وحضره غالبية أبناء أسرة آل البصير القاطنين بمختلف المدن الصحراوية والداخلية، وتخللته عدة محاضرات ودروس علمية وحلقات للذكر والمذاكرة من قبل الشيخ وأبناء الزاوية الدارسين والعلماء الحاضرين، واستمر برنامج الحفل أربعة وعشرين ساعة متتالية دون انقطاع سواء لدى المجلس المخصص للرجال أو الآخر المخصص للنساء.
واختتمت احتفالات الطريقة البصيرية بتنظيم حفل إعذار لفائدة الفقراء واليتامى والمعوزين، هذا الحفل الذي نظم يوم 31يناير 2013م، حيث أشرفت الزاوية على الحفل من أوله إلى نهايته، وأعدت كل ما يلزم لإنجاح هذا العمل الاجتماعي، حيث نسقت مع مندوبية الصحة بإقليم أزيلال، واشترت بذلة لكل طفل وأمدته بكل ما يحتاجه من دواء، وسلم رب كل عائلة بقفة ضمت مواد غذائية متنوعة، واستفاد من هذا العمل الاجتماعي حوالي مائة وخمسة طفلا، واجتمع النساء خلال هذا الحفل في مكان خاص بهن واحتفلن بأطفالهن بالأهازيج الشعبية التي لم تخلوا من فقرات المديح والابتهال والتضرع،
والجدير بالإشارة فإن “زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير” ببني اعياط إقليم أزيلال تحيي كل سنة هذه الأنشطة المتنوعة والمتميزة تعبيرا منها عن الاحتفال بمولد خير البرية صلى الله عليه وسلم بصيغ شرعية سنية مختلفة.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=70