القبول بالآخر وفضاءات التنوع

8 مايو 2020

حسين زين الدين
إن مسألة الاختلاف في الفكر أو الدين أو المذهب، أمر طبيعي وواقعي تقتضيه طبيعة الحياة، وأن الفكر الإنساني النابع من الفطرة الخالصة، هو الذي يدفع بالإنسان إلى حب التعايش والعيش المشترك الذي لا يشترط في أساسه الاتفاق في كل شيء.

فإذا اعترفنا جميعا أن الاختلاف ظاهرة كونية وطبيعية، فلابد لنا أن نقر أن التعايش بين المكونات الوطنية في أي وطن تتعدد في فضاءاته التنوعات الدينية والعرقية والاثنية، ضرورة حتمية في تأسيس الشراكة الوطنية والحياة المتكاملة بين جميع الأطياف.

ولا يمكن تأسيسها إلا باحترام متبادل قوامه العدل والمساواة التامة في الحقوق أمام القانون دون تمييز وصيانة الحقوق والقبول بالآخر المختلف بين كافة المكونات، ولا يجوز لسياسات تلك الأوطان، أن تمنع الأفراد المنتمين لتلك المكونات من حق التمتع بممارسة معتقداتها أو المجاهرة بدينها، وإقامة شعائرها.

فالاعتراف بحقوقهم واحترام كرامتهم الإنسانية، والسماح لهم بممارسة شعائرهم وحريتهم الدينية، سيعمق في نفوسهم الولاء والانتماء لأوطانهم، كما سيدفع بالطاقات والقدرات المتواجدة إلى التفاعل مع مسيرة التنمية في شتى المجالات.

فواجب تلك الحكومات أن تحمي حقوق كل مواطنيها وحرياتهم الدينية، وأي محاولة انتقاص أو إقلال من حقوقها أو ممارسة ضغوط من قبل بعض الجهات الرسمية أو الفئات المتشددة ذات الأغلبية المذهبية على أقلية أخرى، سيولد حالة من الكراهية الشديدة، وخلق أرضيات فكرية متشددة تصادر حقوق الأطراف الأخرى، مما سيجعل بلدان تلك الأوطان مرتعاً للتوترات والصراعات من أجل البقاء وضمان الوجود.

توكل كرمان.. من جائزة نوبل إلى خطاب الفتنة

عمر العمري تقدم توكل كرمان نفسها، منذ حصولها على جائزة نوبل للسلام سنة 2011، بوصفها رمزا عالميا للحرية وحقوق الإنسان، إلا أن مسارها الإعلامي والسياسي اللاحق سرعان ما كشف عن تناقض صارخ بين الشعارات والممارسة. فبدل أن تكون صوتا للحوار والسلام، تحولت إلى منبر للتحريض والتجريح، مستخدمة المنصات الرقمية لنشر خطاب عدائي يستهدف المغرب ومؤسساته […]

استطلاع رأي

هل أعجبك التصميم الجديد للموقع ؟

Loading...