ما الفرق بين وصف القرضاوي للمقاومة بحزب اللات ووصفها من “يساري مزيف” بالإجرام؟

استدراك حول مدير مرفأ بيروت والحقيقة عند "المثقف" المنكوب

ادريس عدار
آراء ومواقف
ادريس عدار9 أغسطس 2020آخر تحديث : الأحد 9 أغسطس 2020 - 12:49 مساءً
ما الفرق بين وصف القرضاوي للمقاومة بحزب اللات ووصفها من “يساري مزيف” بالإجرام؟

لا يعنيني من هذا النقاش سوى مواجهة المغالطة، التي لها أعوان هنا في هذه الجغرافيا وهذا المجال. مواجهة المغالطة والسرقة ومتابعة المغالطين واللصوص مشروع أتبناه واعتبره نوعا من الجهاد المعرفي. أحيانا يمتزج في حساء واحد أنواع من المغالطين. في الرد على “المثقف” المنكوب، الذي استدعى خردة إعلام المازوت ومثقفيه كي يبين أنه على حق فيما يدعي، أوردت قصة حسن قريطم، مدير مرفأ بيروت، الموقوف حاليا على ذمة التحقيق في التفجير الذي هز بيروت.

المثقف المنكوب يصر على الادعاء بأن المقاومة تسيطر على المرفأ وبالتالي ما انفجر هو سلاح تابع لها. وهذا نوع من الفجور في الخصومة يصعب فهمه. فأوردت نقطتين للرد عليه، الأولى تتعلق بمدير عام المرفأ حسن قريطم، الذي ينتمي دون مواربة وبمعرفة البيروتيين إلى تيار المستقبل أو جماعة الحريري، والنقطة الثانية هي المراقبة الدائمة، منذ 2006، لشواطئ لبنان من قبل السفن الألمانية، حتى لا تتسرب قطعة سلاح واحدة.

الأصل في هذه الحجة هو وجود شخصية تنتمي لتيار الحريري على رأس المرفأ منذ 18 سنة. هذه النقطة تأكدت منها بطريقة شخصية كما أمارس الصحافة دائما حيث يقتضي الأمر التأكد من المعلومات. غير أنه في إطار التوسع في السيرة الشخصية للمعني بالأمر عدت إلى موسوعة رقمية فوقعت في لبس، وبعد تنبيهي صححت الموضوع واتصلت حتى ببعض المواقع التي نشرته قصد التصحيح.

علمتني القضية درسا مهما وهو عدم التعويل على ما يكتبه كثير من الصحفيين، والحمد لله أني لم أعتمد على هذه الوسائط في الخبر الرئيسي ولكن في معلومة ثانوية، بينما الذين أنتقدهم كل معلوماتهم من هذا الفضاء المليء بالمغالطات.

لكن بعد حذف نصف السطر المذكور لم يتغير المعنى وبقي أن الشخص المعني مدير عام المرفأ ينتمي لجماعة الحريري هو ومجموعة أخرى من المسؤولين.

كثير من أصحاب التعليقات لم يكونوا على معرفة باسم قريطم قبل أن أكتب عنه، وهنا أؤكد على أنه لا يمكن ان نقع في مغالطة الخلط، لان تلك المعلومة عارضة وليست هي جوهر المقال.. وهذا يؤكد ان المغالط عادة ما يتمسك بالقشور ليلتف على المضمون، فقبل ان اتحدث عن حسن قريطم هل يا ترى كنت عارفا بسيرته؟

هذا التباس يقع فيه أي كاتب لأن التحقيق بالنسبة لي كان في المعلومة الرئيسة ولم أكن بصدد كتابة سيرة المعني بالأمر، ولكن المغالط لا يريد أن ينتبه إلى المعلومات الداحضة لادعاءاته فهرب في ادعاءات أخرى.

العنوان الفرعي للمقال السابق هو “مرفأ بيروت يديره مقرب جدا من الحريري وتراقبه سفن ألمانية فإلى متى سيستمر في الكذب؟”. هذه قصتنا وحكايتنا ولا ينبغي تحويل العرضي إلى أصلي حتى يختفي هذا الأخير.

اما المثقف المنكوب فقد سقط وظهر انه مجرد حاقد.. ان يقول عن شخص مقاوم مجرم هذه تهمة صهيونية أولا وقبل كل شيء…ثانيا يقول القضاء وكل شيء تحت سيطرته، وهذا مضحك حين ينتهك كلامه ويتحدث عن المحكمة الدولية.

لو كان كل شيء في يدهم لما وجدت اطراف تتعامل مع من منحوه الكثير.. ومن منحوه الهدايا كل شيء بيدهم حتى القضاء والا فان تلك العطايا من اموال الشعب، وتدخل في شراء الذمم.

لو كانت فيه قطرة دم من الحياء لأجاب عما طرحناه وهو أن المرفأ كانت تحت رقابة طرفين، تيار الحريري والسفن الألمانية، لكن قد تمتد المغالطة بالكثير إلى أنه رغم ذلك فإن المقاومة هي المسيطرة على الميناء ولا أحد يستطيع مراقبتها. إذا كانت بهذه القوة فهي على شأن عظيم لكن المثقف المنكوب لم يدن إسرائيل ولم يتحدث عن الأطراف التي يتعامل معها والتي حكمت لبنان منذ اتفاق الطائف وأدخلته أخيرا في الفوضى حتى لا تتم محاسبتها.

أن تصف المقاومة بالإجرام قول لا ينم إلا عن سلوك صهيوني رجعي حقير. فعلى الأقل لها جمهورها الذي هو من كل الطوائف والمناطق. على الأقل يجبنا عن سؤال أساسي: لا أحد ينكر أنه بفضل المقاومة، بكل أجيالها، توقفت العربدة الصهيونية. كان قادة العدو يفتخرون بأنهم يمكن أن يدخلوا بيروت بالفرقة الموسيقية. لكن اليوم يتحسس جسده خلف الجدار الحدودي. كل هذا العمل لا يساوي شيئا؟ كيف تصف أجيال من المقاومين والشهداء بأنهم مجرمون؟ ألا يلتقي هنا المثقف المنكوب مع الوهابية، وسبق لأحد الباحثين أن تحدث عن اليسار الوهابي، في موقفها عندما تصف حزب الله بحزب اللات؟ ما الفرق بين التكفيرين؟ فاليسار الوهابي هو هذا الانتماء المزيف لليسار لكن مع خدمة الوهابية مقابل ما تمنحه عواصم المازوت من دولارات.
إدريس عدار

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.