فيروس كورونا: هل سيؤدي توسع نطاق “العمل عن بعد” إلى تعطّل الإنترنت؟

دينبريس
featuredحوارات
دينبريس17 مارس 2020آخر تحديث : الثلاثاء 17 مارس 2020 - 7:44 صباحًا
فيروس كورونا: هل سيؤدي توسع نطاق “العمل عن بعد” إلى تعطّل الإنترنت؟

دعا الرئيس الفرنسي، خلال كلمة له، الشركات إلى تشجيع العمل عن بعد لمواجهة انتشار الفيروس. ومن المرجح أن يطرح الاستخدام المكثف للإنترنت بعض المشكلات في الأيام القادمة، لاسيما مشكلة الازدحام على الشبكة، والذي يمكن أن تصل معه إلى حالة مستقرة محتملة (تسمى بالانهيار الاختناقي) لشبكات الاتصالات.

وأوضح ‘ميشيل كومبوت’، المدير العام للفدرالية الفرنسية لتليكومس، قائلا: “لا وجود لخطر الاختناق في الوقت الحالي، لأن شبكات الإنترنت الثابتة هي مصممة على وجه الخصوص للاستخدام المنزلي مع نطاق ترددي واسع”.

ولمواجهة انتشار الفيروس، دعت السلطات العمومية الشركات إلى التشجيع على العمل عن بعد. فبفضل شبكة الإنترنت وأنظمة العمل التعاوني، أو الاجتماعات بواسطة الفيديو، سيكون العمل عن بعد من المنزل، هو أحد الحلول الوحيدة لأجل استمرار نشاط بعض الشركات في هذه الظرفية الاستثنائية من الأزمة الصحية.

ففي فرنسا، يتوفر ما يقرب من 30 مليون منزل على اشتراك ثابت وبصبيب عالي للإنترنت (دي إس إل)، وعالي جدّا (ألياف أو 4 جي ثابت) وفقا لمعطيات ‘سلطة ضبط الاتصالات الإلكترونية، البريد وتوزيع الصحف.

لكن توسع نطاق العمل عن بعد سيطرح في الأيام القادمة مشاكل متعددة، وبخاصة مشكلة الاختناق أو الانهيار الاختناقي المحتمل لشبكات الاتصالات.

فبين العمل عن بعد والترفيه الرقمي، يتعين على الفرنسيين تقاسم سرعة الإنترنت، من الشّقق، ومن العمارات السكنية، ومن الأحياء، وحتى من المدن. والحالة هاته، هل نتوقع قيودا على حركة مرور الإنترنت في الأيام المقبلة؟ وهل سيؤدي الاستخدام المكثف للعمل عن بعد إلى إعاقة شبكة الإنترنت؟

ولإعادة تقييم الوضع، أجرينا هذا الحوار مع ‘ميشيل كومبوت’، المدير العام للفدرالية الفرنسية لتليكومس، والتي تضم 17 شركة اتصالات تقدّم خدمات الاتصالات الإلكترونية في فرنسا ، بما في ذلك Orange و Altice-SFR وBouygues Telecom.

هل يجب أن نخشى ‘الإنهيار الاختناقي’ للشبكات بسبب اللجوء إلى العمل عن بعد بشكل مكثف؟
تتأكّد شركات الاتصالات منذ بضعة أسابيع أن الأدوات المخصصة لتشغيل الشبكات وصيانتها ستكون شغّالة طيلة الوقت، في إطار زيادة الطلب بسبب العمل عن بعد. هذا عمل تحضيري تم إنجازه منذ فترة. فمن بداية الأزمة الصحية، لاحظنا الاستخدام الفائق للعمل من المنزل.
لا يوجد في الوقت الحالي خطر اختناق الشبكات الثابتة، لأنها مصممة بدقّة للاستخدام المنزلي مع عرض نطاق تردّدي كبير. وسيتم مراقبة حركة مرور الويب، من أجل ضمان عدم ظهور لأية نقطة هشاشة، وكذلك إدارة الاحتياجات المفاجئة في أوقات الذروة، والتي قد تستمر لعدة أسابيع. فلقد تم إنجاز الأعمال التحضيرية وتكثيفها فعليا في الأيام الماضية. الهدف من هذا كله، هو أن الأمة لا تزال تواصل الحياة رغم الإكراهات الشديدة فيما يتعلق باحتواء الوضع. إن التحدّي اليوم، يتمثل أيضا في التأكد من أن الفرق المخصصة قادرة على الإشراف والصيانة، مع إمكانية الاستمرار في أداء مهامها، وبالتالي تجنب أن تكون عرضة للعدوى. في حقيقة الأمر، شركات الاتصالات مستعدة لهكذا وضع.

هل نتوقع ذروة استهلاك تاريخية في الأيام المقبلة؟
هناك تزايد على الاستهلاك كلّ يوم، ونحاول في كل مرّة استخلاص الدروس من الأسبوع الذي ينقضي. ولكن، لا يمكننا توقع ما سيحدث في الأسبوع التالي. فنحن نظلّ متيقّظين للغاية ونراقب حالة حركة مرور الإنترنت بشكل يومي.

يبلغ الاستهلاك ذروته في وقت بداية المساء، عندما يكون جميع الناس في منازلهم. ينتج عن العمل عن بعد زيادة في حركة المرور خلال النهار، لهذا نحن لا نشعر بالقلق الشديد في الوقت الحالي، لأن كبر حجم الشبكات يمكّنها من التعامل مع الطلب المتزايد.

هذه أزمة صحية غير مسبوقة، كما نبّه إلى ذلك رئيس الجمهورية، تتطلب اليقظة للتمكن من دعم جميع الفرنسيين في هذا المجهود الجماعي للتّغلّب على هذه الأزمة الصحية.

هل سيتعيّن علينا تغيير عاداتنا الاستهلاكية، وبخاصّة فيما يتعلّق بالترفيه الرّقمي؟
من الضروري أن يكون استخدامنا لها معقولا، فعلى سبيل المثال، عندما نكون في منازلنا، يجب علينا استخدام الهواتف عبر الشبكة الثابتة. والغاية من ذلك هي الاستفادة من الشبكة المناسبة في المكان المناسب، فهذه أفضل طريقة للحصول على خدمة ذات جودة عالية. فقد أظهرت أحدث الدّراسات أن الناس يفضلون الوصول إلى الإنترنت مباشرة عبر استخدام 4 جي لهواتفهم الذكيّة، حتى عندما يكونون في المنزل. ففي أوقات ‘الحجر’ هاته، من الأفضل العودة إلى استغلال الشبكة الثابتة، لأنها تضمن جودة خدمة أفضل للعمل ولجميع أنواع الترفية الرّقمي على حدّ سواء.

يتعلق الأمر بمجرد تبادل للمعلومات، كالمستندات ورسائل البريد الإلكتروني، أو زيارة مواقع معيّنة أو تحميل المرفقات، فلا مشكلة في ذلك. أما بالنسبة للاستخدامات التي تستهلك أكثر، مثل التحميلات على منصّات البثّ الأمريكية، فتعد أكثر تعقيدا. ولكن، في الوقت الحالي، قمنا بزيادة حجم الشبكات من أجل مجابهة هذه التدفقات.

هل يمكن لأزمة فيروس كورونا أن تعطّل الإنترنت؟ ما هي الخطوات التي يمكنكم اتخاذها للتّصدي لهذا السيناريو الكارثي؟
نحن واثقون، وعلى قدر المستطاع، من إمكانية مواجهة أزمة بهذا الحجم، كما أننا جدّ متيقّظين. عندما ندرك أن الشبكة تعاني من الازدحام، عندها سنتخذ الإجراءات اللازمة. يمكننا، مثلا، التخفيض من جودة الفيديوهات المستخدمة من طرف عموم الناس، وإعطاء الأولوية للاستخدامات المهنية. نحن نعرف كيف نفعل ذلك. إن التحدي الذي تواجهه شركات الاتصال هو السرعة في الاستجابة لمنع زحمة الشبكات. كذلك يمكننا، وبشكل عام، تحديد سرعة تدفّق الإنترنت، لهدف التأكد من حصول الجميع على الحدّ الأدنى الضروري. هذه هي الإجراءات المؤقتة التي يمكن اتخاذها للحيلولة دون استهلاك البعض، الذي سيضر بالآخرين.
إنّ مسألة ضمان خدمة شاملة للشبكة مع عدم تعطّلها على المحكّ. كما يمكن القيام بذلك محليا وبطريقة جدّ مركّزة. إنها آلية من آليات التنظيم، تماما كجعل حركة السير أكثر مرونة أثناء الاختناقات المرورية: الفكرة هي تقليل سرعة الجميع لتجنب الاختناقات. لكننا سنفعل كل ما في وسعنا كي لا نصل إلى مثل هذه الإجراءات. هدفنا الأول هو الإبقاء على بنيتنا التحتية نشيطة وبأكبر قدر ممكن من الكفاءة.

ترجمة ربيعة الفقيه، طالبة بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة

المصدر: مقال لحكيمة بونمورة

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.