توصَّل أحمد راشيد في هذه الحلقة إلى الخلاصات التالية:
ـ رفض إبليس السجود لآدم عليه السلام وأعلن عن ذلك بكل حرية، ولم يرغمه تبارك وتعالى على طاعته، وهو الذي خلقه ووهب له القدرة على السجود، كما لم يمنعه من قول ما قال وهو تبارك وتعالى الذي وهب له القدرة على الكلام، هذا يشير إلى مكانة حرية التعبير عن الرأي وحرية القرار عند الله تبارك وتعالى.
ـ قال إبليس لله تبارك وتعالى انه خير من آدم، ولا زال يبذل كل جهده ليبرهن أنه خير من ذريته عليه السلام، فكان أول عنصري على الأرض، وبقوله وفعله غرس جذور العنصرية في الإنسانية، والتي كانت ولا زالت السبب في كثير من المآسي والحروب والإبادة الجماعية.
ـ لو كان السجود مجرد القيام بحركة لقام بها إبليس، لكنه علم أنه يعبر عن ميثاق وبرنامج عمل طويل الأمد. لقد سأل الله بكل حرية أن ينظره إلى يوم البعث وأن يطيل في عمره، لأنه كان في أمس الحاجة إلى الوقت من أجل محاولة استرجاع الخلافة التي يعتقد أنها سُلِبت منه بغير حق.
ـ يمكن أن نستنتج من تشبث إبليس بالخلافة أن أخطر الصراعات عند البشر تدور رحاها حول السلطة وبالأخص في مراحل تداولها.
ـ الصراعات بين ذرية آدم وإبليس وجنوده من الجن والإنس تدور كلها بدون استثناء بسلاح الحرية المطلقة في التعبير عن الرأي وفي اتخاذ القرار حول إلغاء الحدود بين الحلال والحرام كما جاء بها الوحي من الله، وحول من له الحق أن يصدر القوانين الوضعية التي تحل الحرام وتحرم الحلال ومن له الحق أن يحرسها ويسهر على تنفيذها.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=7158