لقد أدرك العقلاء أن مصر لم تكن فيها أزمة البنزين ولا الغاز ولا الغذاء إبان رئاسة الدكتور محمد مرسي لمصر, لكن الصهاينة والمتصهينين جندوا كل أموالهم ومخازنهم لشراء المواد الحيوية وتخزينها في ضيعات فلاحية وبعيدا عن المدن وخلق أزمة حادة في البنزين وفي الغاز والغذاء.
بذلت الحكومة المصرية حينها الكثير من الجهود لضمان البنزين والغاز والغذاء للشعب المصري لكن كل جهودها باءت بالفشل لأن المتصهينين المحتكرين كانوا يشترون بالجملة وهم المتحكمون في الاقتصاد واستطاعوا أن يخلقوا أزمة خطيرة مست الفئات الضعيفة من الشعب المصري.
بالمقابل كان المتصهينون يوزعون الدولار المزور ويجمعون الجنية المصري للتحكم أكثر, وبذلك خربوا الاقتصاد المصري في شهور قليلة, تضرر بفعله الشعب المصري برمته وأحس أن لا أمان له, وفقد بذلك الإخوان المسلمون حاضنتهم الشعبية وأنقلب عليهم الصعاليك وتجار المخدرات والمجرمين واتحادات وجمعيات العاهرات والقوادات.
فخرج المتضررون من حكم الإخوان المسلمين ممن ذكرتهم أعلاه وزادوا من الاحتقان بفعل انعدام الأمن وتهديد المتدينين أنفسهم ومحاصرتهم مما خلق عدم الاستقرار لدى الجميع, فأيقن الجميع أن خلاص الشعب المصري هو زوال حكم الإخوان المسلمين الذي لم يحقق لهم الرخاء والاستقرار ولم يضبط تحركات البلطجية والمجرمين.
بالطبع وجب أن لا أغفل دور جيش مصر الذي شارك صعاليكه في كل ما ذكرته أعلاه كما شاركت عاهراته وقواداته بكل ثقلهن في زعزعة أمن مصر, خرجن بالحجاب والنقاب يصرخن, والشعب حسبهن متدينات والحال أنهن العاهرات ممن حوصرن في تجارتهن في الأجساد البشرية, فترن على حكم المؤمنين لمصر.
الذي يراقب الخارطة السياسية في المغرب يتبدى له خفوت الخطاب السياسي للمعارضة المغربية وعدم إفراطه في الهجوم على الحكومة حتى ليتوهم البعض أن الحكومة بالفعل مستقرة وأن المعارضة مهزومة ومستسلمة.
الذي استنتجته هو أن أمرا جللا يدبر في الخفاء سيقضي على حزب العدالة والتنمية ويؤلب عليه الشعب وكل المتضررين من الحكومة الحالية وأولهم بالطبع تجار المخدرات واتحادات النساء المحترفات للدعارة واللاتي حوربن في الاتجار في أجساد الفتيات القاصرات.
اللوبي المتصهين المتحكم في المعارضة والمحرك لها, يعد العدة للحسم مع التدين في المغرب وليس فقط مع العدالة والتنمية بل مع التدين بنفسه, لذلك فإن مخازن الاحتكار في المغرب تكثر حاليا بل وتكدس بالسلع الضرورية لمعيشة الشعب المغربي.
في الضيعات الفلاحية في ضواحي المدن المغربية مخازن مشيدة مند سنين وبعضها شيد قبل شهور والبعض في طور التشييد, والهدف بالطبع هو احتكار السلع الضرورية خلال شهر رمضان المقبل.
أي شهرين قبل الانتخابات, الشيء الذي سيضرب جهود الحكومة كلها في الصفر ويعجل بسقوطها وسقوط التدين في المغرب لسنوات كما هو الحال في مصر حاليا.
اللوبي الليبرالي في المغرب حاليا يهدئ الصراع مع الحكومة ويظهر الخضوع والاستكانة ليضرب الضربة القاضية.
الشعب المغربي شعب أكول أكثر من شعب في العالم, شعب يستهلك ما لا يستهلكه شعب آخر, والمغربي بالطبع إن جاع يتحول إلى وحش كاسر, يمكنه أن يغير كل شيء فكره وموقفه ودينه حتى يمكنه أن ينساه إن جاع.
أدرك اللوبي الليبرالي في المغرب ذلك جيدا, لذلك يسعى لضرب الشعب المغربي في بطنه وتجويعه وخاصة في شهر يتحول فيه الشعب المغربي إلى أكول من الدرجة الأولى, وهو شهر رمضان المبارك, حيث يتضاعف إنفاق المغاربة على الغذاء ضعفين.
لهذا أنبه الحكومة المغربية إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع احتكار السلع الضرورية للشعب المغربي ومراقبة الضيعات الفلاحية التي يمكن أن تتحول إلى مخازن لاحتكار السلع الغذائية.
الدرك الملكي وبالمروحيات يمكنه أن يراقب الضيعات الفلاحية في ضواحي المدن وتصويرها لمراقبة التحركات بداخلها لتقوم لجان تفتيش بالمراقبة وضبط المحتكرين وإنزال أقصى العقوبات عليهم.
الحكومة وجب عليها حماية للشعب المغربي واستقراره أن تتخذ الاحتياطات الضرورية في هذا الموضوع, خاصة وأن فرنسا وتابعيها ومحركيها سيلعبون لعبتهم مع المغرب.
يا رئيس الحكومة, لا تأمن مكر الليبراليين والمتصهينين, فإنهم يعدوا عدتهم للضرب تحت الحزام, ولا تحسب استكانتهم انهزاما بل هي استعداد للضربة القاضية.
لقد حققت الحكومة المغربية نتائج جد مهمة سجلها التاريخ بمداد الفخر وكان لطف الله رب العالمين بالمغرب هو السبب الرئيسي في النتائج المحققة.
لكن وجب الحفاظ على ما حققته الحكومة بمنع الاحتكار والمساس بالغذاء في شهر رمضان المقبل وضمان كل المواد الأساسية خلال الشهر المبارك بحول الله وقوته.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=3739