مراكش: الوساطة الأسرية في ضوء الخصوصية المغربية موضوع نقاش باحثين وأساتذة
أحمد المهداوي/مراكش
احتضن، بالأمس، مركز التوثيق والأنشطة الثقافية التابع للمندوبية الجهوية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمراكش، لقاءً علمياً خصص لتقديم ومناقشة كتاب «الوساطة الأسرية في ضوء الخصوصية المغربية» لمؤلفه الدكتور زكريا بوسحاب، الباحث في قضايا الأسرة والتحديات المعاصرة.
وشارك في تأطير هذا اللقاء العلمي كل من الدكتور عبد الهادي بصير، مدير مركز التوثيق والأنشطة الثقافية، والذي تطرق للقيمة العلمية للكتاب حيث إنه يعالج قضية دقيقة وحساسة تمس الأسرة المغربية، كما أنه دعوة جادة لفتح أفق أرحب لفهم الوساطة الأسرية، ونافذة للتأمل في أدوار هذه الوساطة، وحدودها، ورهانات تفعيلها، والآفاق الممكنة لتطويرها.
وقد عرف اللقاء تقديم قراءة علمية في مضامين الكتاب، ومناقشة أبرز محاوره، حيث قدمت الدكتورة نادية أيوب، أستاذة التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش، قراءة في الكتاب باعتباره يُناقش موضوعاً حساساً وبالغ الأهمية.
وفي كلمتها ركزت المتدخلة على طبيعة العلاقة الزوجية باعتبارها رباط مقدس عنوانه المودة والرحمة، كما اعتبرت الأسرة عنصراً أساسياً لحفظ الكليات الخمس، مؤكدة على ضرورة مراعاة الوساطة الأسرية لخصوصية الأسرة المغربية.
وأبرزت، خلال قراءتها للكتاب المُحتفى به دلالات الوساطة في الحفاظ على الأسرة في تركيبتها المتماسكة، معتبراً أن الوساطة ليست مجرد تدخل عفوي بل هي مسار منضبط يسعى إلى الحفاظ على كينونة الأسرة وجمع شمل الزوجين.
وقد أكدت المتحدثة على خصوصية الوساطة داخل المجتمع المغربي سواء من الجانب الشرعي أو التقاليد، فاتحة الباب أمام الحديث عن التحديات التي تواجه الوساطة الأسرية داخل المجتمع المغربي.
وفي نفس السياق شددت الدكتورة فاطمة برتاوش، أستاذة التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش، على حاجة الأسرة المغربية إلى الاستماع والتقريب والتأطير وتذويب خلافاتها.
كما أكدت المتدخلة، خلال كلمتها، على أن الوساطة تعتبر وسيلة للصلح والإصلاح والتقريب وإيجاد حلول مرضية للأطراف.
وجدير بالذكر أن هذا اللقاء يأتي في إطار سلسلة «رحيق كتاب» التي تعنى بقراءة ومناقشة إصدارات الباحثين والمؤلفين حول مختلف المجالات المعرفية، الدينية والثقافية والأدبية، والتي دأب مركز التوثيق والأنشطة الثقافية بمراكش، على تنظيمها والعناية بها.
التعليقات