وثائق قديمة تعيد النقاش حول نشاط جماعة الإخوان في الولايات المتحدة
تحرير: دين بريس
تكشف وثائق تعود إلى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، عثر عليها خلال تحقيقات واسعة في الولايات المتحدة وأوروبا، عن تصورات بعيدة المدى نسبت إلى جماعة الإخوان بشأن توسيع حضورها داخل المجتمع الأميركي. وتسلط هذه الوثائق، التي عُثر على بعضها لدى شخصيات بارزة بعد أحداث عام 2001، الضوء على رؤية فكرية ترتكز على بناء شبكات اجتماعية وتعليمية وبحثية، وتأسيس مؤسسات تعمل في إطار قانوني داخل المدن الأميركية، في سياق سعي الجماعة إلى تعزيز نفوذها داخل الفضاء العام.
وترصد تحليلات أميركية وأوروبية اعتماد تلك الوثائق في تفسيرات تتعلق بانتشار المؤسسات المرتبطة بالجماعة داخل الغرب، إذ ينظر إليها في بعض الدراسات كخطط تهدف إلى التأثير في البيئة الثقافية والقانونية عبر أدوات متعددة، تشمل المنظمات الطلابية ومراكز الأبحاث والجمعيات الخيرية. وتستند هذه القراءات إلى ما ورد في الوثائق حول العمل على توسيع النفوذ بالتدرّج، غير أن باحثين يؤكدون أن كثيراً من هذه المواد يعكس اجتهادات فردية أو أفكارا داخلية قديمة، وليست بالضرورة برنامجا تنظيميا مستمرا أو إطارا يعكس واقع الحركة بعد التحولات التي مرت بها خلال العقود الأخيرة.
وتستمر مداولات سياسية في الولايات المتحدة حول كيفية التعامل مع المؤسسات المرتبطة بالجماعة، إذ يرى اتجاه أن مراجعة هذه الشبكات ضرورة لحماية البيئة القانونية من محاولات التأثير غير المباشر، بينما يحذر اتجاه آخر من أن توسيع نطاق التصنيفات على أساس وثائق تاريخية قد يخلط بين العمل السياسي والفكري والخيري، ويؤثر على علاقة واشنطن بالجاليات المسلمة. ويشير أصحاب هذا الرأي إلى أهمية الموازنة بين اعتبارات الأمن القومي والحفاظ على القيم الدستورية، إضافة إلى قراءة هذه الوثائق ضمن سياقها التاريخي، بعيدا عن المبالغة في تقدير تأثيرها أو تجاهل المتغيرات التي طرأت على الحركة وعلى المشهد الدولي خلال العقود الماضية.
التعليقات