صدر للدكتور الحسان شهيد كتاب جديد، عنونه بـ”الخطاب المقاصدي المعاصر، مراجعة وتقويم”، عزز به المكتبة العربية والإسلامية، ويروم هذا الكتاب مراجعة علمية نقدية للخطاب المقاصدي المعاصر، مع تقديم رؤية مقترحة للنظر في الخطاب المقاصدي بحثا عن آفاق تجديدية.
أولا: رؤية الكتاب
عرف الخطاب المقاصدي خلال العقدين الأخيرين تطورا نوعيا على مستوى تكوين المفاهيم وتأسيس النظريات وتجديد الرؤى، بعدما كان يبحث عن موقع علمي منفصل عن علم أصول الفقه، فتناسلت الدراسات البحثية والأكاديمية للخطاب المقاصدي بصورة غير مسبوقة.
لكن هذا الخطاب في مجمله يبدو أنه لم يستوعب القضايا والنوازل الطارئة في الوقت المعاصر، أو على أقل تقدير بدا يوجه خطبه خارج مواقع الوجود الإنساني وخصوصياته النسبية، مما دعا إلى التفكير والبحث عن مظان الخلل والقصور، هل هو خلل معرفي ابستمولوجي مآبه إلى بنية الخطاب وعلاقاته بعلم أصول الفقه، أم أن القصور ناتج عن عدم القدرة على استيعاب العقل المقاصدي لوتيرة المتغيرات المتزايدة والمتسارعة بشكل غير مسبوق، أم أن الإشكال مبدؤه إلى آليات النظر المقاصدي المستثمرة في هذا الخطاب؟، فأين مكمن الخلل؟
ويروم هذا الكتاب مراجعة علمية نقدية للخطاب المقاصدي المعاصر ومنتهياته المعرفية وإشكالاته البنيوية، مع تقديم رؤية مقترحة للنظر في الخطاب المقاصدي بحثا عن آفاق تجديدية.
ثانيا: إشكالات الكتاب
تتساءل المطالب العلمية لهذا الكتاب حول مسائل تخص راهن الخطاب المقاصدي وعن الأبعاد الموثقة بين جوانبه المعرفية ومواقع الوجود الإنساني، كما يبحث في التحديات العلمية والواقعية التي تواجه النظر المقاصدي المعاصر، مع قراءة في أهم المشاريع العلمية المنجزة لتجديد الخطاب المقاصدي، وتتفرع عن هذا السؤال مجموعة إشكالات فرعية، أُجملها في الآتي:
الأول: ما قيمة الرصيد المعرفي المنجز في الخطاب المقاصدي المعاصر؟
الثاني: ما أوجه البنية والتباين بين الخطاب المقاصدي المعاصر وعلم أصول الفقه؟
الثالث: ما هي التحديات المعرفية والتنزيلية للخطاب المقاصدي المعاصر؟
الخامس: ما هي المداخل المفترضة في تطوير الرؤية المعرفية للخطاب المقاصدي؟
{jathumbnail off}
المصدر : https://dinpresse.net/?p=339