صدور كتاب “ومضات”: إضافة للمكتبة المغربية في مجال الأدب الوجيز
عرض وتقديم: د. يوسف الحزيمري
صدر عن مطبعة تطوان كتاب (ومضات) لمؤلفه الأستاذ “محمد عبد السلام الردام”، في حجم (15*20) وفي حدود 52 صفحة، طبعة 2025م، قدم للعمل الدكتور “محمد محمد المعلمي” في “إضاءة” كشف فيها عن أن هذه “الباقة المشكلة من خواطر وومضات وشذرات نبعت من ذات إنسان عاشق للكلمة الصادقة، مهتم ومهموم بقضايا مجتمعه الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية.
ولذلك كان حريصا أشد الحرص على تنويع صيغ أسلوبه لتنوع المواقف، وتعدد المواضيع وفي ثنايا ذلك وظف بذكاء توزيع الضمائر في كل نص .. يُضاف إليه انتقاء عناوين دالة وموحية وفاتحة آفاق التفكير والتأمل في الأفق البعيد.
والطريف في هذا هو التلاؤم والانسجام المتحققان بين مطلع كل نص وخاتمته، هذا فضلا عن اعتماد لغة مكثفة وموحية مما جعلها تشير أكثر مما تنعت وتصف” ويضيف:” لقد جاءت الباقة محملة بشحنة حماسية نابعة من حماس الذات الكاتبة وهي تقتحم بحماس وإقدام حمى قضايا شائكة لا يقدم عليها إلا من وهب بصيرة حية وعزيمة قوية على صعيدي القول والفعل، وهما مزيتان تميز بهما الأخ الأعز الأستاذ سي “محمد بن عبد السلام الردام” في هذه الباقة العطرة التي آثرني بقراءتها وشرفني بتقديمها، علما أنها لا تحتاج إلى تقديم من أحد”.
اشتمل كتاب الومضات على 42 ومضة متنوعة، يمكن تصنيفها حسب معانيها المتدولة إلى فئات دلالية مختلفة، مع إمكانية أن تندرج بعض الكلمات تحت أكثر من فئة واحدة حسب السياق، لكن التصنيف التالي يعتمد على المعنى الأساسي والشائع لكل كلمة:
– فئة المفاهيم والمشاعر الإنسانية والنفسية: ومضة (لذة، حلوب، نور، لوعة، إصرار، حلم، شجاعة، توبة، تمزق، قرار، رؤية، جهالة، رفيق، نوازع).
– فئة الأدب والفن والنقد: ومضة (أسطورة، تمثيل، نص، محاكاة، إبداع).
فئة الطبيعة والعناصر: ومضة (نار، جمرات، بادية، محار “كائن بحري”).
فئة الزمن والأحداث والتغيرات: ومضة (تجلي، في مقدمة الفتنة الكبرى، زمن الطوفان، انتصار، قارعة “حدث عظيم أو مصيبة”، راحلة، إلغاء).
فئة المسميات والأشياء المادية المجردة: ومضة (كلخ، وضوح، سور”سياج أو حائط”، عقاب “طائر جارح، أو عقوبة”، مشروع، بلسم، لغم، رسالة، فتيلة، مدرسة، استفتاء، عشتار “اسم إلهة قديمة”).
فئة الالتزام والمبادئ: ومضة (التزام).
وكتاب “ومضات” في عمومه وانطلاقا من صفحة “إهداءه” يجلي ثقافة الاعتراف بالفضل لأهله، وتثمين العلاقة الزوجية، وما تحمله من معاني ومشاعر تند عن العد والحصر، لا يسعها كتاب، ولا توزن بميزان، فهيهات هيهات أن تسعها ومضة أو ومضات.
ومن المعلوم أن “الومضة” مصطلح أدبي يُقصد به نص أدبي قصير ومكثف للغاية، يتميز بسرعة التأثير وقدرته على إحداث صدمة أو دهشة لدى القارئ، بحيث يشبه الوميض الخاطف للضوء الذي يضيء مشهداً كاملاً في لحظة عابرة.
ومن ملامحها وخصائصها الأساسية: (القِصَر، والإيجاز، والتكثيف، والمفارقة، وسرعة الأثر، والانفتاح).
ويختلف النقاد حول تجنيسها كفن مستقل، لكن الغالبية تعتبرها شكلاً فرعياً أو نوعاً من أنواع الأدب الوجيز الذي يتحدى التصنيفات الجامدة.
والمؤلف هو الأستاذ “محمد بن عبد السلام الردام” من مواليد مدينة تطوان عام 1948 نال شهادة البكالوريا من ثانوية القاضي عياض بتطوان، وتابع دراسته الجامعية في كليتي الآداب بفاس، ثم الرباط، حيث نال الإجازة في الأدب العربي.
عمل أستاذا للغة العربية في عدة مؤسسات تعليمية، ثم ولج المركز الوطني لتكوين مفتشي التعليم بالرباط.
مارس التفتيش التربوي في عدة مدن إلى أن تقاعد وظيفيا بمرتبة مفتش تربوي ممتاز، وشارك في عدة ندوات تربوية وملتقيات ثقافية محلية ووطنية.
التعليقات