التوفيق: إمارة المؤمنين فوق أي توظيف دبلوماسي والتعاون الديني مع إفريقيا ثابت ومبدئي
تحرير: دين بريس
افتتح أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية والرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، أشغال الدورة السابعة العادية للمجلس الأعلى للمؤسسة بمدينة فاس، مبرزا أن إمارة المؤمنين بالمغرب لا تستعمل في أي تفاوض أو مقايضة دبلوماسية، وأن علاقة المغرب الدينية بإفريقيا تقوم على الثوابت المشتركة والروابط الروحية العريقة. وأكد أن حرص أمير المؤمنين مكن من ترسيخ جسر دائم بين علماء المملكة ونظرائهم الأفارقة، قائم على التقوى والمعرفة ومستلهم من عمق الإمامة العظمى.
وأوضح التوفيق أن عددا من البلدان الإفريقية تعاني خلال العقود الأخيرة من تشويش خارجي يستهدف عقيدتها ومذهبها، ويؤدي في بعض الأحيان إلى بروز مظاهر التطرف والاضطراب الديني، واعتبر أن هذا الوضع يستدعي تضافر الجهود لحماية المسار الروحي الصحيح، مبرزا أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة جاءت لتعزيز هذا المسار عبر العلم والعلماء، بعدما كانت الروابط الروحية الصوفية هي الإطار التقليدي الجامع بين المغرب وإفريقيا.
وذكر الوزير بالدور المحوري الذي تضطلع به المؤسسة في حماية الثوابت المشتركة وتدبير الشأن الديني في إفريقيا، سواء من خلال دعم تكوين الأئمة والمرشدين، أو العناية بالقرآن الكريم والحديث الشريف عبر تنظيم المسابقات وتوزيع المصحف المحمدي الشريف. وأشار إلى أن دولا إفريقية عدة تتطلع إلى الاستفادة من التجربة المغربية الرائدة في الإشراف على الفتوى، والتعليم الديني، وتنظيم مجالات الوقف والزكاة، لما أبان عنه المغرب من خبرة راسخة في هذه القطاعات.
وتواصل الدورة السابعة للمجلس الأعلى مناقشة ثلاثة محاور كبرى تشمل مراجعة خطة تسديد التبليغ بفروع المؤسسة، وإعداد برامج الاحتفاء بمرور 15 قرنا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى جانب تعزيز تنفيذ البرامج السنوية. وتشهد الدورة أيضاً تكريم أربع شخصيات علمية إفريقية وتتويج 58 فائزا في مسابقات القرآن الكريم والحديث والمخطوطات الإسلامية، قبل اختتام الأشغال ببيان رسمي يتضمن توصيات وتوجيهات لتعزيز دور المؤسسة في خدمة الأمن الروحي بالقارة الإفريقية.
التعليقات