مجلة أمريكية: هذه دوافع مواقف ترامب ضد جماعة الإخوان المسلمين

3 ديسمبر 2025

رشيد المباركي

أشارت مجلة “ذا سبيكتاتور” الأمريكية إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بدأ خطوة حظر جماعة الإخوان المسلمين، بعدما طلب من المسؤولين التحقيق حول تصنيف بعض فروع الجماعة كمنظمات إرهابية أجنبية، بما يترتب عليه من عقوبات اقتصادية وقيود سفر. وترى المجلة أن الخطوة ليست اندفاعا، بل تأخرت عقدا كاملا، فالجماعة ليست جمعية دينية بريئة، بل حركة أيديولوجية منضبطة تستغل الأنظمة السياسية، وتهدف إلى إقامة خلافة عالمية عبر نهج تدريجي مختلف عن نهج التنظيمات الأكثر عنفا.

أوضحت المجلة أيضا أن أسلوب الجماعة يختلف بحسب البيئة؛ ففي الدول الضعيفة أو ذات الحكومات المتعاطفة، تتصرف كطليعة ثورية، بينما في البيئات الصلبة والمؤسسات الراسخة، تتغلغل في الجامعات والجمعيات الخيرية والمنظمات الدينية والمؤسسات الحكومية، مع حفاظها على هدف واحد. وقد أدركت أجهزة الاستخبارات هذا النهج منذ سنوات، لذا يمثل قرار ترامب اعترافا بواقع قائم أكثر من كونه ابتكارا سياسيا. وترجّح المجلة أن توقيت التحرك يرتبط بتقدم “قانون تصنيف الإخوان المسلمين إرهابية لعام 2025” داخل الكونجرس، بدعم من ماريو دياز-بالارت وتيد كروز، إضافة إلى تصاعد المخاوف الجمهورية منذ هجوم حماس على إسرائيل وما تبعه من احتجاجات ذات طابع إسلامي في الشوارع والجامعات الأمريكية.

اعتبرت المجلة أن هذه الاحتجاجات عززت قناعة الجمهوريين بأن الجامعات الأمريكية مخترقة من تحالف بين اليسار التقدمي وشبكات إسلامية. كما تلفت المجلة إلى أن تجاهل الإدارات الجامعية ودوائر الحقوق المدنية لعقود سمح بتوسع نفوذ الجماعة، إذ ظهرت كصوت “حقيقي” لمسلمي أمريكا رغم أن أهدافها لا تعبر عنهم. وتشير إلى أن هذا التجاهل تكرر في دول أخرى، مثل بريطانيا، حيث ساهم في إضعاف استراتيجية مكافحة الإرهاب. وترى المجلة أن استهداف فروع الجماعة في مصر والأردن ولبنان خطوة فعالة، إذ سيُفترض أن تُقدَّم تقارير حولها منتصف ديسمبر، على أن تُتخذ قرارات نهائية نهاية يناير. ويسمح ذلك بمتابعة شبكاتها المالية والتنظيمية وفحص مؤسسات مرتبطة بها.

توقفت المجلة أيضا عند التناقض بين هذا التحرك وعلاقات ترامب مع قطر وتركيا، الداعمين البارزين للجماعة، واللذين استُبعدا من القائمة، وهو ما أثار انتقادات من شخصيات يمينية بينها لورا لومر. وترى المجلة أن المعلومات المتوقعة من التحقيقات ستُظهر دور الداعمين الإقليميين، وقد تدفع واشنطن لإعادة تقييم سياستها. وتوضح بأن خطوة ترامب قد تشجع دولا غربية أخرى على الحذو حذو النمسا، التي صنّفت الجماعة منظمة إرهابية، مؤكدة أن مستقبل القرار الأمريكي رهن بتصرفات واشنطن وحلفائها.

التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد.

“الإسلام الإخواني”: النهاية الكبرى

يفتح القرار التنفيذي الذي أصدره أخيرا الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، والقاضي ببدء مسار تصنيف فروع من جماعة “الإخوان المسلمين” كمنظمات إرهابية، نافذة واسعة على مرحلة تاريخية جديدة يتجاوز أثرها حدود الجغرافيا الأميركية نحو الخريطة الفكرية والسياسية للعالم الإسلامي بأكمله. وحين تصبح إحدى أقدم الحركات الإسلامية الحديثة موضع مراجعة قانونية وأمنية بهذا المستوى من الجدية، فإن […]

استطلاع رأي

هل أعجبك التصميم الجديد للموقع ؟

Loading...