إصدار: الدول العربية وجماعة الإخوان المسلمون: تجارب التمدد ومقاربات المواجهة
إيمان شفيق
صدر مؤخرا كتاب جديد بعنوان “الإخوان المسلمون: تجارب التمدد ومقاربات المواجهة”، عن مركز تريندز للبحوث والاستشارات، ويهدف الكتاب الجماعي الذي عرف مشاركة مجموعة من الباحثين العرب، إلى تسليط الضوء على بعض التجارب العربية والعالمية في التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين، من خلال دراسة مقارنة لسلوكيات الدول تجاه الجماعة.
ويرصد المركز الجماعات الإسلامية بصفتها ظاهرة معرفية وأمنية تستوجب مقاربة متكاملة تربط المحلي بالعالمي من أجل تعزيز الفهم العلمي لمساراتها وتأثيراتها في الاستقرار الإقليمي والدولي.
يتطرق الفصل الأول بالوصف والتحليل إلى تجربة تنظيم الإخوان المسلمين بالعراق، وهي تجربة لم تكن بطبيعة الحال بمعزل عن التنظيم الإخواني الأم بمصر، حيث اعتبر محرره أن القاعدة الأساسية، التي يُبنى عليها التنظيم، هي التدين، وتشكيل المجتمع الذي يستوعب ويتقبل الدعوة عن اقتناع تام بعدها يظهر التنظيم الصارم، وهذا ما قام به مؤسسو فرع الإخوان العراقيون. فكانت القاهرة، مقر المركز العام ودار المرشد العام، تتصيد الدارسين في جامعة الأزهر، ليعودوا بعد ذلك مبشرين بالفكر الإخواني، وينشئوا فروع الإخوان في بلدانهم.
وعلى نحو ما يوضحه هذا الفصل، فإنه لم يبق من تجربة الإخوان العراقيين غير تاريخها ليس لأن الوضع العراقي صار معقدا، وتجاوز التنظيمات الدعوية التقليدية، وبعد الإخوان عن الساحة طوال الفترة ما بعد 1968 وحتى 2003، فهذه مؤثرات سلبية، لكن الأهم على ما يبدو، ما يتعلق بتراجع التجارب الإخوانية الإسلامية على المستوى الدولي كافة.
لقد تبين أن تراجع تجربة الإخوان بمصر كان له الأثر الأكبر في فروع الإخوان كافة، ثم لحقها تدهور التجربة التونسية، وفشل محاولات الأتراك في عودة الخلافة، وبعدهم عن الخطاب الإخواني، وكذلك ما حصل مع الإخوان المسلمين بالمغرب، وقد تسلموا السلطة التنفيذية، أي رئاسة الحكومة وبعض المقاعد الوزارية، لكنهم فشلوا كما أكدت ذلك الانتخابات التشريعية لعام 2022، حيث احتل حزب العدالة والتنمية الرتبة الثامنة، وكذلك سقطت تجربة السودان الإخوانية، وتجارب أخرى في الدول العربية.
التعليقات