تمدد التيار السلفي في مصر عبر الأكاديميات

9 نوفمبر 2025

ماهر فرغلي. كاتب مصري 

تلعب الأكاديميات والمعاهد السلفية دورًا رئيسيًا في نشر أفكار السلفية، كما أنها آلية مُهمة في إطار الدور الموازي وغير الرسمي الذي تلعبه في نشر خطابها وطرحها الفكري، أي بعيداً عن سلطة الدولة وخطابها الرسمي.

تعتمد هذه الأكاديميات والمعاهد على الوجود الميداني، وأيضا في الفضاء الرقمي والإلكتروني، من خلال تقديم دروسها عن بُعد عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية المختلفة وأبرزها تليجرام، وتضع مقررات دراسية شرعية وتوزعها على فصول دراسية وسنوات تتراوح من عام لخمسة أعوام.

من أبرز الأكاديميات/ المعاهد، التي يُشرف عليها ويديرها قيادات الدعوة السلفية، كالآتي: أولا، أكاديمية/ معهد الفرقان للثقافة الإسلامية، وهي الأكثر نشاطًا وتأثيرًا، وتمتلك عدة فروعها أبرزها المقر الرئيسي في محافظة الإسكندرية وفرع أخر نشط في مدينة طنطا، بجانب عدد آخر من الفروع بالمحافظات. وهي تؤهل للحصول على ليسانس، ودبلوم، وماجيستير، ودكتوراه من الجامعة الإسلامية العالمية بصادق أباد – باكستان بدون سفر.

يُشرف على اكاديمية معهد الفرقان علاء حامد، وتعرف نفسها باعتبارها تقدم “برنامجا علميا مبسطا يغطى معظم ما يحتاجه كل مسلم في أبواب العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات مستفادة من الكتاب والسنة بالفهم الصحيح الذي توارثته الأمة منذ عصر الصحابة إلى يومنا هذا”.

ويقوم بالتدريس في الأكاديمية، عدد من الشخصيات الذين ينتمون إلى الفكر السلفي، وهم: هشام عزمي، باسم عبد رب الرسول، أحمد عبد السلام ماضي، زين العابدين كامل، علاء حامد، محمد الجهمي، أحمد شكري، عمرو الجزار وإيهاب الشريف.

وتدرس الأكاديمية ثمانية مواد علمية وشرعية عن طريق التعليم عن بعد، وهي: العقيدة، الفقه، الحديث، السيرة، التفسير، مادة الفكر، التزكية ومقاومة الإلحاد، وذلك في مدة سنتين دراسيتين مقسمة على 4 فصول دراسية، ينتهي كل فصل بامتحان نهائي، بالإضافة إلى امتحانات قياس المستوى طوال فترة الدراسة، كما يدرس الطالب خلال هاتين السنتين مادتي الفقه والعقيدة وهما ممتدتان في الفصلين الدراسيين. أما مواد الحديث، والسيرة ومقاومة الإلحاد فهي مواد يقوموا الطالب بدراستها في الفصل الدراسي الأول فقط، ومواد التفسير، التزكية والقضايا المعاصرة فيدرسها الطالب في للفصل الدراسي الثاني فقط.

وتبثُّ الدروس على منصة الأكاديمية وموقعها الرسمي، ويتم إعادة نشر بعض الدروس على قناة الأكاديمية على يوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، ويتابع الأكاديمية على منصات التواصل الاجتماعي ما يزيد عن الـ 75 ألف متابع، أما عدد متابعين قناة الأكاديمية على يوتيوب يناهز الـ 11 ألف مُتابع.

أما بخصوص فرع الأكاديمية في مدينة طنطا، والذي يحمل اسم “معهد الفرقان في طنطا”، يشير إلى نفسه بـ “الاختصاص في دراسة العلوم الشرعية واعداد الدعاة للطلبة والطالبات بطنطا على منهج السلف الصالح”. وهو يمتلك مقرًا واضحًا، ويقوم بالتدريس بالمعهد مجموعة من شيوخ الدعوة السلفية، وهم: محمد فوزي-شيخ المعهد، وعصام الشاذلي، ورضا ثابت، وإيهاب شاهين، ووائل سمير، وأحمد حرقان، وأحمد الغنيمي. وتكون الدراسة فيه لمدة 4 سنوات، بخلاف السنة التمهيدية، بنظام الانتساب والانتظام.

ثانياً، أكاديمية تبصرة للعلوم الإسلامية، وهي أكاديمية افتراضية، يديرها محمد عبد المنعم، وفي رسالتها تقول إنها تعمل على “نشر منهج أهل السنة والجماعة علمًا وعملًا وخُلُقًا من خلال برنامج متدرج انطلاقًا من الكتاب والسنة وفق فهم السلف الصالح، حرصًا على بناء لبنات صالحة مصلحة في صرح هذه الأمة”. ويقوم على التدريس فيها عدد من الشخصيات السلفية، هم: باسم عبد رب الرسول، محمد عبد المنعم الأزهري، أحمد عبد السلام ماضي، أبو بكر القاضي، رمضان النجدي، أحمد يحي شريف، علاء رمضان ومحمد رياض.

ويُلقي المحاضرون فيها دروسًا في 13 مادة على النحو التالي: التفسير، الحديث، العقيدة، الفقه، السيرة النبوية، الأخلاق والتزكية والسلوك، علوم القرآن، أصول الفقه، القواعد الفقهية، مصطلح الحديث، تعزيز اليقين، القضايا الفكرية والدعوية، القضايا الاجتماعية” وغير ذلك من المواد والبرامج العلمية.

ويحث المحاضرون الطلاب على قراءة كُتب قيادات الدعوة السلفية، فمثلاً في مادة العقيدة التي يقدمها باسم عبد رب الرسول، وهي عبارة عن مقدمات بسيطة للعقدية، يتم دعوة الطلاب لقراء كتاب “عقيدة أهل السنة والجماعة” لعضو مجلس أمناء الدعوة السلفية أحمد فريد، وسلسلة “العقيدة في ضوء الكتاب والسنة” للداعية الأردني عمر الأشقر، وكذلك سلسلة “شرح منة الرحمن” لنائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي.

كما تعمل الأكاديمية على بث الدروس على منصتها ويتم إعادة نشر بعض تلك الدروس على قناة تليجرام الخاصة بالأكاديمية وعلى قناة الأكاديمية على يوتيوب وفيسبوك، ويتابع الأكاديمية على فيسبوك ما يزيد عن الـ (34 ألف شخص).

الأكاديمية الثالثة هي معهد شيخ الإسلام العلمي، وقد تم إنشاؤه بمسجد أنس بن مالك بكفر الشيخ، لكن عقب إغلاقه لعدم حصوله على تصاريح من وزارة الأوقاف نقل دراسته على التطبيقات والمنصات الرقمية.

ويدرس الطالب في المعهد 12 علما من علوم الشريعة، والدراسة به عبارة عن سنة تمهيدية وأربعة سنوات دراسية أساسية، تعقبها سنتان للدراسات العليا المتخصصة يتم فيهما دراسة المواد الشرعية المقررة على مدار الخمس الأولى، بنظامي الانتظام والانتساب للرجال والنساء.

ويقوم المعهد ببث تلك الدروس على موقعه الإلكتروني ويقوم بحفظها وإعادة نشرها على صفحته بالفيسبوك.

وهناك أكاديميات افتراضية أولها (الأكاديمية الإسلامية العلمية)، والتي تأسست في مايو 2012، وبدأت في نشر دروسها في نوفـمبر 2012. حيث تقدم نفسها على أن رسالتها هي “رسالتنا نشر العلم الشرعي، المستند إلى كتاب. الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإيصاله إلى كل راغب فيه، مع استخدام أحدث وسائل التقنية المعاصرة لطريقة التعليم عن بعد، بضوابطه التي تقربه من التعليم المباشر “.

يدير الأكاديمية أسامة زيدان مدير ما يسمى “مركز مودة للدراسات الأسرية والتربوية”، ومصطفى سلطان، وشوقي عبد الصادق، ومحمد جودة، ومحمد فرحات، وتتجه تلك الأكاديمية إلى التربية والسلوك وليس إلى تدريس العلوم الشرعية.

وهناك أكاديمية الجُهني للعلوم الشرعية، التي يديرها السلفي خالد محمود عبد العزيز محمد الجُهني، المعروف بخالد الجٌهني عدداً من الأكاديميات والمعاهد والمنصات المختلفة على التطبيقات الحديثة منها “معهد الجٌهَني للعلوم الشرعية، ومعهد بناء للدراسات الشرعية، وأكاديمية بيان للتأسيس الشرعي، والمعهد الفقهي، وأكاديمية بداية للعلوم الشرعية، وأكاديمية عطاء للتعليم عن بٌعد ومعهد النصرة”.

ومن أهم الأكاديميات (أكاديمية المنهاج للعلوم الإسلامية)، والدراسة فيها مجانية بنسبة 100%، وتوفر للطالب كل الكتب والمناهج الدراسية مطبوعة أو بصيغة PDF، ويدرس فيها “التفسير وعلوم القران، الحديث النبوي الشريف وعلومه، العقيدة، الفقه وأصوله، السيرة النبوية، القضايا الفكرية والدعوية، ومدة الدراسة فيها 4 مستويات خلال 4 سنوات، والالتحاق فيها عن طريق ملء استمارة التسجيل.

وتوجد (أكاديمية كادر)، وهي أكاديمية لتخريج عناصر تعمل داخل حزب النور، ويحصل الدارس فيها على شهادة تعادل الماجستير والدكتوراه، وتم تخريج الدفعة الأولى منها في يناير عام 2022.

أما (أكاديمية أسس) فهي مركز بحثي، ينتج العديد من الإصدارات، وفي عام 2024 أنتجت أكثر من 20 كتاباً في التاريخ والفكر والسياسة.

في الختام، تستفيد هذه الأكاديميات بشكل كبير من الدعاة السلفيين الذين يشرفون عليها في عملية جذب الطلاب الجدد، حيث تقوم على وضع أحد المشهورين منهم كمشرف على الدروس التي تصدر عنها، والتي تختلف من منصة / أكاديمية إلى أخرى حيث تقوم الكثير منها بتدريس العلوم الشرعية المختلفة وفق المنظور السلفي في العقيدة، والتفسير، والحديث، والفقه، والسيرة النبوية، واللغة العربية، وغيرها من العلوم الشرعية، وذلك فضلاً عن قيام بعض المنصات بإضافة موضوعات مختصة بالقضايا الفكرية والسياسية والاجتماعية والتربوية.

التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد.

“الإسلام الإخواني”: النهاية الكبرى

يفتح القرار التنفيذي الذي أصدره أخيرا الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، والقاضي ببدء مسار تصنيف فروع من جماعة “الإخوان المسلمين” كمنظمات إرهابية، نافذة واسعة على مرحلة تاريخية جديدة يتجاوز أثرها حدود الجغرافيا الأميركية نحو الخريطة الفكرية والسياسية للعالم الإسلامي بأكمله. وحين تصبح إحدى أقدم الحركات الإسلامية الحديثة موضع مراجعة قانونية وأمنية بهذا المستوى من الجدية، فإن […]

استطلاع رأي

هل أعجبك التصميم الجديد للموقع ؟

Loading...