إصدار جديد: هذه مفارقات الفكر التقدمي
إيمان شفيق
مؤلف الكتاب حاصل على شهادة التأهيل في الفلسفة وأستاذ سابق في الصفوف التحضيرية للمدارس الكبرى، وهو مؤلف لعدة كتب لاقت اهتماما، من بينها “مشاهد من الحياة الفكرية في فرنسا”.
يبرز أندريه بيران التناقضات التي تجد النخبة نفسها مضطرة لمواجهتها، والتحولات الفكرية والألعاب اللفظية التي تحاول بها الهروب، وتقنيات الترهيب التي تلجأ إليها لمنعنا من رؤية واقع يزعج قناعاتها.
يرى المؤلف أنه منذ سقوط جدار برلين وانهيار الإمبراطورية السوفيتية، يبدو أن الأفكار الليبرالية قد انتصرت: في الواقع، لقد فرض نظام الإنتاج الرأسمالي واقتصاد السوق نفسه لدرجة أن أولئك الذين يصرون على انتقاده في خطابهم ينتبهون جيدًا لعدم التشكيك فيه عندما يُمنح لهم السلطة السياسية بالصدفة.
يضيف الكاتب أن الفكر التقدمي، الذي كان يتطور حتى ذلك الحين في ظل نظام الصراع الطبقي، وجد نفسه ضائعا بسبب نفاد “السردية الكبرى” الثورية. كما تحولت الطبقات العاملة التي كانت تمثل صوتها بعيدا عنه. ومنذ ذلك الحين، وكونه قد فقدت طبقة العمال، شرع يبحث عن شعب بديل واعتقد أنه وجده من خلال جمع مختلف “الأقليات” العرقية والجنسية.
لقد تخلى الفكر التقدمي عن الصراع الطبقي لصالح الصراع بين الأعراق ومحاربة “جميع أشكال التمييز”، ووصل الأمر به إلى حد إنكار إرث عصر التنوير والترويج لمفاهيم رجعية وظلامية، وأحيانا حتى لأفكار غير منطقية صريحة.
التعليقات