إصدار: الإسلام وما بعد الحداثة.. تفكيك القطيعة واستئناف البناء
إيمان شفيق
صدر مؤخرا عن المركز الثقافي للكتاب للدكتور محمد بشاري كتاب بعنوان: الإسلام وما بعد الحداثة: تفكيك القطيعة واستئناف البناء، ويقدم الكتاب قراءة في علاقة الإسلام بالحداثة وما بعدها، من خلال تحليل نقدي يتجاوز منطق الصدام والدفاع، ليقترح رؤية تأسيسية لإسلام حداثي قادر على استئناف المشروع الحضاري الإنساني في ضوء القيم الأخلاقية والمعرفية الأصيلة.
ويطرح المؤلف ثلاث تساؤلات محورية: هل يمكن للعقل الإسلامي أن يصوغ نموذجا حداثيا خاصا به؟ وكيف يمكن التوفيق بين تطورات الحداثة الرقمية ومفهوم الإنسان في الفكر الإسلامي؟ وهل تمثل ما بعد الحداثة حلا لأزمات الإنسان أم إعادة إنتاج لها؟
وينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول رئيسية، حيث يبحث الفصل الأول مفهوم الحداثة وتحولاتها، متناولا الإنسان بوصفه مركز التجربة الفكرية الحديثة، بينما يناقش الفصل الثاني علاقة الدين بالحداثة في الفكر العربي والإسلامي، محللا إشكاليات الخطاب الديني والسياسي في ضوء التحديات المعاصرة. أما الفصل الثالث، فيستشرف مآلات ما بعد الحداثة بين إعادة التدوير والانقطاع المعرفي، متسائلا عن موقع الإنسان في عالم رقمي سريع التحول.
يخلص الدكتور بشاري إلى أن الحداثة ليست نقيض الدين، بل هي طور من أطوار العقل الإنساني يحتاج إلى توجيه أخلاقي وروحي، وأن الإسلام بما يملكه من عمق مقاصدي قادرٌ على أن يكون شريكا في صياغة حداثة جديدة تُوازن بين الحرية والمسؤولية، وبين التقدم المادي والسمو القيمي. والكتاب، كما يقول مؤلفه، “دعوة إلى إعادة بناء الجسور بين الوحي والعقل، بين الشرق والغرب، بين الإنسان ومعناه”، وهو استمرار لمشروع فكري متكامل قدمه بشاري في مؤلفاته السابقة مثل اتجاهات النظام الدولي: عالم ما بعد كورونا وجدلية الفلسفة والأخلاق والحرية المستحيلة.
جدير بالذكر أن الدكتور محمد بشاري يشغل منصب الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، وهو من أبرز المفكرين المسلمين المعاصرين، وعضو قائمة أكثر خمسين شخصية إسلامية تأثيرا في العالم، وحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب لعام 2025 عن إسهاماته الفكرية في تجديد الفكر الإسلامي والحوار الحضاري.
التعليقات