تقرير: جمع التبرعات.. جماعات مرتبطة بحزب الله تلجأ إلى المدفوعات الرقمية
رشيد المباركي
كشف تحقيق لصحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية أن الجمعيات الخيرية المرتبطة بحزب الله تستخدم خدمات الدفع الرقمية اللبنانية لطلب التبرعات واستلامها، مما قد يؤدي إلى التهرب من العقوبات الدولية وأنظمة مكافحة غسل الأموال.
وعلى الرغم من إدراجها على القائمة السوداء من قبل الولايات المتحدة، فإن العديد من الجمعيات الخيرية التابعة لحزب الله قد وجهت المتبرعين لإرسال الأموال عبر محافظ رقمية مسجلة بأسماء أفراد من خلال منصات التكنولوجيا المالية اللبنانية. كما تسلط نتائج تحقيق الصحيفة الضوء على كيف يبدو أن حزب الله يستغل نقاط الضعف في مكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال لجمع الأموال، على الرغم من تعرضه لضغوط عالمية شديدة منذ حربه العام الماضي مع إسرائيل.
يمتلك حزب الله، وهو منذ فترة طويلة قوة سياسية وعسكرية مهيمنة في لبنان، شبكة مترامية الأطراف من منظمات الرعاية الاجتماعية بما في ذلك المدارس والمستشفيات وبنوك الطعام، والتي تعد حاسمة للحفاظ على نفوذه ودعمه. وبحسب الصحيفة، تسمح هذه الممارسة للأموال بتجاوز عمليات التحقق من الامتثال، حيث لا تحمل الحسابات المستخدمة أسماء المنظمات الخاضعة للعقوبات.
وتؤكد الصحيفة كيف نما قطاع المدفوعات الرقمية في لبنان بسرعة منذ انهيار القطاع المصرفي في البلاد عام 2019، ليصبح شريان حياة للتحويلات المالية المحلية والدولية. ومع ذلك، كشف هذا النمو عن ثغرات تنظيمية يبدو أن جهات مرتبطة بحزب الله تستغلها.
ويثير التحقيق تساؤلات أوسع حول فعالية آليات الامتثال العالمية للمدفوعات في البيئات التي يمكن فيها للكيانات الخاضعة للعقوبات تحويل الأموال عبر أفراد غير خاضعين للعقوبات. ودافع مسؤولون من الجمعيات الخيرية التابعة لحزب الله عن أنشطتهم، مؤكدين على مهامهم الإنسانية.
التعليقات