خطاب الوحدة من مقام الإمامة العظمى

31 أكتوبر 2025

محمد خياري

خرج ممثل الجزائر مساء يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025 معلقا على قرار من مجلس الأمن حول ملف الصحراء المغربية، كان كمن يبيع السراب في أوانٍ صدئة، يغلّفها بألفاظٍ ملغومة، ويعرضها على العالم كحقائق، زاعمًا أن الصحراء ليست مغربية، وأن تقرير المصير هو الوحي الوحيد. نسي أن المصير لا يُصاغ إلا في حضرة الحقيقة، وأن الكلمة الفصل لا تصدر إلا عن فم الملك، من مقامٍ لا يُشترى ولا يُستعار، بل يُورث بالبيعة، ويُصان بالعهد.

لكن ماهي إلا لحظات حتى نزل الخطاب الملكي من علياء العرش كتجلٍّ سلطاني، لا كتصريحٍ سياسي، بل كنداءٍ من مقام الإمامة العظمى، من أمير المؤمنين، الذي لا ينطق إلا بما يرسّخ العهد، ويجدد البيعة، ويُحيي روح الأمة من طنجة إلى الكويرة. لم يكن خطابًا يُقرأ، بل إشراقًا يُستشعر، في ليلةٍ مغربيةٍ يختلط فيها النسيم باليقين، ويصمت فيها التاريخ ليصغي لصوتٍ لا يُشبه سواه.

المغرب لا يرد على الزيف بالصراخ، بل بالسكينة التي تسبق الزلزلة. جاء الخطاب، لا في مناسبةٍ معتادة، بل في لحظةٍ فارقة، حيث يُراد للحق أن يُطمس، وللرمز أن يُشوَّه، وللبيعة أن تُنسى. فإذا بالملك يظهر، لا كسياسيٍّ يفاوض، بل كرمزٍ يضيء، يلبس الجلباب المغربي، ويقف أمام عرشٍ من شرعيةٍ متجذّرة، وتاريخٍ لا يُزوَّر، وبيعةٍ لا تنكسر.

قالها بوضوح: المغرب الموحد لا يُساوم على وحدته، ولا يُقايض على شرعيته. الحكم الذاتي ليس تراجعًا، بل مبادرةٌ سيادية، تحت رعاية الأمم المتحدة، في صيغةٍ عادلة، لا غالب فيها ولا مغلوب. فالمغرب لا يسعى للغلبة، بل لإنهاء النزاع بما يليق بالكرامة، ويُراعي الأرواح لا الأهواء.

لم يكن الخطاب ردًّا على خصومةٍ عابرة، بل تثبيتًا للحق، وتجديدًا للميثاق، وتأكيدًا أن المغرب ليس دولةً تُدار من الخارج، بل أمةٌ تُحكم من مقامٍ شريف، ومن عرشٍ لا تهزّه العواصف. حين يتكلم الملك، لا يُجادل، بل يُعلن؛ لا يُراوغ، بل يُحدّد؛ لا يُخادع، بل يُضيء.

الذين يزرعون الشوك في طريق الورد، لا يدركون أن الورد المغربي يُروى بالدم، ويُحرس بالبيعة، ويُزهر في القلوب قبل الأرض. والذين يبيعون الوهم في قاعات الأمم، لا يعلمون أن المغرب لا يشتري إلا الحقيقة، ولا يُصغي إلا لصوت العرش، ولا يُبايع إلا من يستحق البيعة.

الخطاب الملكي لم يكن مجرد إعلان، بل لحظة وعيٍ جماعي، تُعيد ترتيب المعاني، وتُحيي الرموز، وتُثبت أن المغرب، حين يتكلم، يُنهي النزاع بما يليق بالحق، لا بالهوى، وبما يليق بالملك، لا بالخردة.

فليعلم من أراد أن يُفاوض على الروح، أن الروح لا تُباع، وأن البيعة لا تُقايض، وأن الوحدة لا تُساوم. المغرب، حين يتجلّى، لا يترك مجالًا للزيف، ولا يهاب الضجيج، بل يُعلن الحقيقة من مقامٍ لا يُدركه إلا من عرف معنى السيادة، وفهم سرّ البيعة، وآمن بأن المغرب، في صمته، أبلغ من كل صراخ.

توكل كرمان.. من جائزة نوبل إلى خطاب الفتنة

عمر العمري تقدم توكل كرمان نفسها، منذ حصولها على جائزة نوبل للسلام سنة 2011، بوصفها رمزا عالميا للحرية وحقوق الإنسان، إلا أن مسارها الإعلامي والسياسي اللاحق سرعان ما كشف عن تناقض صارخ بين الشعارات والممارسة. فبدل أن تكون صوتا للحوار والسلام، تحولت إلى منبر للتحريض والتجريح، مستخدمة المنصات الرقمية لنشر خطاب عدائي يستهدف المغرب ومؤسساته […]

استطلاع رأي

هل أعجبك التصميم الجديد للموقع ؟

Loading...