كشف تقرير نشرته أخيرا صحيفة “ذا غارديان” البريطانية عن تصاعد تأثير التيار المسيحي الإنجيلي في أوساط شركات التكنولوجيا بوادي السيليكون بالولايات المتحدة، مشيرا إلى أن بعض قادة هذا القطاع يرون في الذكاء الاصطناعي وسيلة لتسريع ما يسمونه “عودة المسيح”.
ونقل التقرير تصريحات باتريك غيلسينغر (Patrick Gelsinger)، الرئيس التنفيذي لشركة Gloo التكنولوجية ومقرها كاليفورنيا، قال فيها إن مهمة حياته هي تطوير تكنولوجيا “تحسن جودة حياة البشر وتسهم في تعجيل مجيء المسيح”.
وتُعد الشركة من أبرز المنصات الرقمية التي تخدم الكنائس، إذ توفر تطبيقات لإدارة العضوية، وتطوير روبوتات محادثة ذكية، وابتكار “مساعدين افتراضيين” يعتمدون على مبادئ مسيحية لتقديم الدعم الرعوي والروحي.
ويشير التقرير إلى أن شركة Gloo تدير استثمارات تفوق 100 مليون دولار، وتعمل على تزويد الكنائس والمؤسسات الدينية ببرمجيات تساعد في التواصل مع المؤمنين وإدارة الخدمات الكنسية إلكترونيا.
ونقلت الصحيفة عن الأكاديمي داميان ويلسون من ولاية كارولاينا الشمالية قوله إن غيلسينغر يعتبر وادي السيليكون “ساحة رسالته التبشيرية”، موضحا أنه بعد عقود من هيمنة الفكر الإلحادي هناك، تشهد المنطقة اليوم “ثقافة تكنولوجية صاخبة ذات طابع مسيحي واضح”.
ويشير التقرير أيضا إلى أن من بين الشخصيات المؤثرة في هذا الاتجاه بيتر ثيل (Peter Thiel)، مؤسس شركتي PayPal وPalantir، الذي حذر من خطر ظهور ما سماه “المسيح الدجال” في صورة نظام ذكاء اصطناعي شمولي يسيطر على العالم، على غرار “نظام عالمي واحد” يهدد الحرية البشرية.
ويعكس هذا التوجه الجديد، بحسب “ذا غارديان”، تزاوجا متناميا بين الدين والتكنولوجيا في وادي السيليكون، حيث يسعى بعض القادة التكنولوجيين إلى توظيف الذكاء الاصطناعي في نشر القيم الدينية وبناء سرديات لاهوتية رقمية تربط بين الإيمان والتقدم العلمي، في ظاهرة تُثير جدلا حول حدود دور الدين في صناعة المستقبل الرقمي.
تابع آخر الأخبار من دين بريس على نبض

