رشيد المباركي
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أنه في الانتخابات الوطنية الهولندية، برز حزب الديمقراطيين 66 المنتمي إلى يسار الوسط فائزا متوقعا، مما يُمثل تحولا كبيرا في المشهد السياسي الهولندي ونكسة كبيرة لحزب الحرية اليميني المتطرف بقيادة خيرت فيلدرز. وفقا لاستطلاعات الرأي، كان من المتوقع أن يفوز حزب D66 بـ 27 مقعدا في مجلس النواب المكون من 150 عضوا – بزيادة قدرها 18 مقعدا – فيما كان من المتوقع أن يخسر حزب الحرية بزعامة فيلدرز 12 مقعدا، لينخفض إلى 25. وعلى الرغم من عدم فوز أي حزب بأغلبية مطلقة، بدا أن زعيم حزب D66، روب جيتن، سيقود محادثات الائتلاف وربما يصبح رئيس الوزراء المقبل. واحتفل جيتن بالنتيجة، واصفا إياها بانتصار “للقوى الإيجابية والسياسات التطلعية”.
تمثل هذه النتيجة تحولا جذريا عن انتخابات عام 2023، عندما صدم حزب الحرية المناهض للهجرة بزعامة فيلدرز الأمة بفوزه بأكبر حزب. ومع ذلك، ورغم هذا الفوز، لم يتمكن فيلدرز من تشكيل حكومة بسبب موقفه المتشدد ونقص الدعم من الأحزاب الأخرى. ويُذكر أنه في وقت سابق من هذا العام، انسحب من الائتلاف الحاكم بسبب تعثر إصلاحات الهجرة، مما أدى إلى إجراء انتخابات مبكرة.
وقال محللون إن التصويت لفيلدرز هذه المرة كان رمزيا إلى حد كبير، لأن معظم الأحزاب الرئيسية استبعدت العمل معه، مما أدى فعليا إلى عزل حركته. كما عكست الانتخابات اتجاهات أوروبية أوسع للاستقطاب السياسي، حيث هيمنت نقاشات محتدمة حول الهجرة والإسكان والرعاية الصحية على الحملة. وبينما أشار فوز حزب D66 إلى رفض نهج فيلدرز الشعبوي، أشار الخبراء إلى أن مشاعر اليمين المتطرف لا تزال قوية. وحصلت أحزاب يمينية أخرى مجتمعة على حوالي 11 مقعدا، وهو ما يعادل تقريبا خسائر حزب الحرية – مما يدل على وجود شعبوي مجزأ ولكنه مستمر في السياسة الهولندية.
على صعيد آخر، تكبد تحالف حزب الخضر والعمال اليساري خسائر، حيث خسر خمسة مقاعد، مما دفع زعيمه، فرانس تيمرمانس، إلى الاستقالة. وأعرب العديد من الناخبين الهولنديين عن رغبتهم في الاستقرار بعد سنوات من الاضطرابات السياسية. ورغم أن التشكيل الدقيق للحكومة المقبلة لا يزال غير مؤكد، إلا أن الانتخابات أبرزت صمود الوسط وجاذبية اليمين المتطرف المستمرة، مما يعكس الانقسامات التي تُشكل المشهد السياسي في جميع أنحاء أوروبا بشكل متزايد.
تابع آخر الأخبار من دين بريس على نبض

