دين بريس ـ سعيد الزياني
أصدر معهد الدين والحياة العامة (Public Religion Research Institute – PRRI) بشراكة مع مؤسسة بروكينغز للأبحاث (Brookings Institution) تقريرا جديدا بعنوان “استطلاع القيم الأمريكية 2025″، كشف عن مستوى غير مسبوق من الانقسام الحزبي والتشاؤم العام داخل المجتمع الأمريكي، في ظل سياسات الرئيس دونالد ترامب وإدارة الملفات الاقتصادية والاجتماعية الكبرى.
ووفقا للتقرير، الذي اعتمد على استطلاع ميداني واسع، يرى 62 في المائة من الأمريكيين أن بلادهم تسير في الاتجاه الخاطئ، وهي نسبة تعكس فجوة حادة في الرؤى السياسية بين مكونات المشهد الحزبي؛ إذ عبر 92 في المائة من الديمقراطيين و71 في المائة من المستقلين عن تشاؤمهم، مقابل 24 في المائة فقط من الجمهوريين الذين يبدون رضاهم عن الاتجاه الحالي.
وتؤكد المؤسسة أن هذه الفوارق تمثل أعلى مستوى من الاستقطاب الحزبي منذ بدء رصد المؤشر.
ويظهر التقرير أن 65 في المائة من الأمريكيين يعتبرون الاقتصاد في مسار خاطئ، والنسبة نفسها تقريبا ترى أن طريقة عمل الحكومة الفدرالية تزداد سوء، فيما يعتقد 60 في المائة أن تعامل الولايات المتحدة مع الملفات الخارجية لا يسير على النحو الصحيح، ويرى 57 في المائة أن سياسة الهجرة تعرف انحرافا متزايدا عن المبادئ الإنسانية.
ويسلط الضوء على تحولات في النظرة إلى سياسات الحكومة الفدرالية؛ إذ يرى ستة من كل عشرة أمريكيين أن تخفيض تمويل برامج الرعاية الصحية “ذهب بعيدا”، و55 في المائة يرون الأمر ذاته في ما يتعلق بخفض تمويل الجامعات والبحث العلمي، بينما اعتبر 54 في المائة أن الرسوم الجمركية الجديدة مبالغ فيها، و52 في المائة انتقدوا الزيادات في ميزانية وكالة الهجرة والجمارك (ICE) لتسريع عمليات الترحيل.
وفي تقييم الثقة بالمؤسسات، يؤكد التقرير أن الجيش الأمريكي لا يزال المؤسسة الأكثر موثوقية بنسبة 73 في المائة، تليه الشرطة بـ67 في المائة، فالجامعات بـ57 في المائة، بينما تنخفض الثقة في المحكمة العليا إلى 49 في المائة، وفي وزارة العدل إلى 47 في المائة، وفي الحكومة الفدرالية إلى 41 في المائة، لتصل إلى أدنى مستوياتها تجاه وسائل الإعلام (38 في المائة) والشركات الكبرى (34 في المائة).
ويخلص إلى أن المجتمع الأمريكي يعيش حالة غير مسبوقة من الانقسام السياسي والثقافي، تتقاطع فيها مخاوف اقتصادية متنامية مع تشكك متزايد في المؤسسات الديمقراطية، وقلق واضح بشأن الاتجاه الذي تسلكه البلاد داخليا وخارجيا.
وتشير الدراسة إلى أن قضية ارتفاع تكاليف المعيشة تمثل القاسم المشترك بين مختلف الفئات، بينما تتوزع باقي الأولويات على خطوط حزبية وأيديولوجية حادة، تعكس عمق الشرخ بين الديمقراطيين والجمهوريين.
ويعد هذا التقرير السنوي الذي يصدره معهد PRRI، بشراكة مع مؤسسة بروكينغز، من أهم المراجع التي ترصد ديناميات الرأي العام الأمريكي وتحولاته السياسية والاجتماعية، خصوصا في الفترات الفاصلة بين الانتخابات، لما يوفره من مؤشرات دقيقة حول القيم والمواقف والاتجاهات داخل المجتمع الأمريكي.
تابع آخر الأخبار من دين بريس على نبض

