25 أكتوبر 2025 / 09:29

تقرير: تفاقم التمرد الجهادي يكشف عن انقسامات عسكرية في دول الساحل

رشيد المباركي

ذكر تقرير أن زعيم المجلس العسكري المالي الجنرال أسيمي غويتا قام بطرد العديد من كبار الضباط العسكريين بسبب ضعف الأداء وسط حصار اقتصادي فرضته جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة، مما تسبب في نقص حاد في الوقود، حسبما ذكرت مجلة جون أفريك في 23 أكتوبر. أشار التقرير إلى أن التغييرات جاءت نتيجة الأداء الضعيف في ساحات القتال والإخفاقات الاستخباراتية، بينما تستمر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في تكثيف عملياتها على الطرق المؤدية إلى باماكو وتلك التي تربط العاصمة بحدود السنغال وكوت ديفوار.

وتعكس إقالة الجنرالات الضغط المتزايد على غويتا والانقسامات داخل المجلس العسكري جراء تفاقم التمرد الجهادي، الذي عطل الأنشطة الاقتصادية، كما يظهر جهود غويتا لتشديد السيطرة ومنع المزيد من الانقسامات مع ازدياد غضب السكان بسبب نقص الوقود. كما أوضح التقرير أن استمرار الحصار الاقتصادي وتأثر الاقتصاد قد يؤدي إلى مزيد من الإقالات وسط خلافات داخل المجلس حول كيفية التعامل مع الجماعة. وأضاف التقرير أن هذا الانقسام المحتمل، إلى جانب الاحتجاجات المحتملة، قد يفتح المجال لانقلاب عسكري جديد.

وأشار التقرير إلى أن المجلس العسكري قد يجبر، كخيار أخير لتجنب هذا السيناريو، على التعامل مباشرة مع جماعة نصرة الإسلام والمسلمين لرفع الحصار وتخفيف حالة الغضب، مما قد يقلل من الهجمات قرب باماكو.

غير أن المجلس من المرجح أن يستمر في مقاومة التفاوض لأطول فترة ممكنة، إذ أن التعامل مع الجماعة قد يضعف موقفه السياسي ويعكس صورة ضعف. وأوضح التقرير أن المجلس العسكري منذ الانقلابات الأخيرة قام بعدة عمليات تطهير واعتقالات لضباط متهمين بتهديد الأمن القومي عبر محاولات انقلابية أو أنشطة أخرى، وكان آخرها في أغسطس الماضي حيث اعتقل ما لا يقل عن 37 جنديا، بينهم جنرالان، بسبب نيتهم المزعومة الإطاحة بالمجلس العسكري.