رشيد المباركي
ذكرت صحيفة “الواشنطن بوست” أن مالي تواجه واحدة من أسوأ أزماتها منذ سنوات، بعد أن فرض مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة حصارا مدمرا على الوقود، مما أدى إلى شلل تام في العاصمة باماكو، وكشف عن ضعف المجلس العسكري الحاكم.
وأعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المتطرفة عن الحصار في أوائل سبتمبر، مما أدى إلى قطع واردات الوقود من الدول المجاورة وإحراق قوافل شاحنات الوقود. وكانت النتيجة نقصا واسع النطاق في البنزين والكهرباء والسلع الأساسية، مما ترك المواطنين عالقين وأحدث شللا اقتصاديا. وأُلغيت الرحلات الجوية، وتقوم السفارات بتخزين الإمدادات مع انتشار انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء العاصمة.
بحسب الصحيفة، يُمثل حصار جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، الذي تقول الجماعة إنه سيستمر حتى تتبنى الحكومة الشريعة الإسلامية أو تسقطها، أكثر أعمالها جرأة حتى الآن، ويُبرز كيف اتسع نفوذها إلى ما هو أبعد من المناطق الريفية في مالي. فبعد أن كانوا متمركزين في الشمال، يسيطر المسلحون الآن على أجزاء كبيرة من الريف، ويفرضون الضرائب، ويعملون بثقة متزايدة.
يقدّر الخبراء قوة جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بحوالي 6000 مقاتل، لكن قوتها تكمن في قدرتها على السيطرة على الأراضي والتلاعب بطرق التجارة. وقد أظهرت حملة الجماعة القوة الاستراتيجية للمسلحين وعجز الحكومة عن الرد بفعالية. كما أشارت الصحيفة إلى أن المجلس العسكري، الذي استولى على السلطة في انقلاب عام 2021 واعدا باستعادة الأمن، رفض التفاوض مع المسلحين، وعزز بدلا من ذلك شراكته مع فاجنر أولا، التي أُعيدت تسميتها الآن بفيلق أفريقيا التابع للكرملين. وقد أدت أساليبهم في الأرض المحروقة إلى مقتل آلاف المدنيين، مما أدى إلى تعميق الاستياء العام وعزل النظام أكثر.
يحذر المحللون من أن الحصار يكشف عن اعتماد الدولة شبه الكامل على القوى الخارجية وفشلها في استعادة السيطرة على قلب البلاد.
تابع آخر الأخبار من دين بريس على نبض

