إيمان شفيق
مؤلف الكتاب، هو باحث في علوم البيئة وعضو في مجموعة العمل المعنية بالأنثروبوسين، وهي مجموعة من الجيولوجيين المكلفين بتأريخ دخول العصر الأنثروبوسيني. كما أنه أستاذ في كلية التربية بجامعة كاثوليك دو أويست في أنجيه، حيث يشغل منصب العميد.
يجيب الكتاب على عدة أسئلة: كيف ستبدو حياتنا اليومية في عام 2049، على كوكب الأرض إذا تجاوز النقاط الحرجة الرئيسية؟ هل سنظل نعيش فصول السنة في عام 2049؟ مما سيتألف غذاؤنا؟ ما هي وسائل الترفيه لدينا؟ وبفضل المعرفة المتجددة باستمرار، يتنبأ المؤلف بشكل ملموس بما قد يكون عليه عام 2049 من منظور النظام البيئي والمناخ والمجتمع، ومن خلال قضايا المناخ والمياه والصحة والهجرة، يروي المؤلف حياتنا اليومية في هذا المستقبل القريب إذا لم يتغير شيء.
من خلال رسم مسار مجتمعاتنا، يكشف المؤلف عن ما ستكون عليه ظروف حياتنا خلال خمس وعشرين سنة. إذن، كيف سنحب؟ كيف سنعمل؟ كيف سنعيش معًا في سالونيك أو لابلاند أو رين؟ كما يستكشف المؤلف بشكل خاص مسألة نقاط الانعطاف، وهي تلك اللحظات التي قد يتجاوز فيها المناخ حدودا حرجة وتحدث تغييرات دائمة ولا رجعة فيها. ولنتذكر بالفعل هذه النقطة الأساسية: عند الوصول إلى ارتفاع معين في درجات الحرارة العالمية، سواء كان +2 °م، +3 °م أو +5 °م، ستتعرض البيئة الحيوية لتغييرات جذرية، وحتى أي محاولة من قبل المجتمعات البشرية لتبني سلوكيات أكثر صداقة للبيئة لن تغير ذلك: فبيئتنا ستتغير لقرون قادمة ولن نتمكن إلا من العمل على منع تفاقم هذا الوضع الجديد للعالم.
لذا يضيف المؤلف، يجب التحرك منذ الآن، و2049 ليست تاريخا ينتمي إلى الخيال العلمي. 2049 هو الغد! الأحداث المناخية المتطرفة التي شهدناها في السنوات الأخيرة ليست إلا تمهيدا لما ينتظرنا على المدى القريب والمتوسط. زيادة موجات الحر، صعوبات متزايدة في الوصول إلى مياه الشرب، نقص الغذاء بشكل متكرر، تسريع انقراض الكائنات، أزمات صحية تتكرر بانتظام، تنقل جماعي للسكان الأكثر ضعفا. لقد قام ناثانائيل والنهورست بعمل ملخص ضخم، لكن الكتاب يظهر أكثر إثارة للاهتمام عندما يربط المؤلف القضية البيئية بالقضايا الاجتماعية والجيوسياسية. وهكذا، يبرز المؤلف العلاقة التي غالبا ما يتم تجاهلها بين ارتفاع درجات الحرارة وزيادة العنف بين الأفراد.
بالنسبة لناثانائل والنهورست، أصبح واضحا الآن أننا دخلنا في عصر مظلم حيث تؤدي المشكلات المرتبطة بالتغير المناخي إلى اتخاذ إجراءات سياسية استبدادية. لذلك، يجب خوض معركة على جبهتين، إذ إن تفاقم الأزمة البيئية يغذي الأزمة الديمقراطية والعكس صحيح. إنه ظاهرة يمكن ملاحظتها من خلال التحول الإيديولوجي لشركات جافام والمطالب المتزايدة بعدم المساواة من قبل أكبر الثروات في العالم. لذلك، تعتبر القضية البيئية قضية اجتماعية، ويجب التفكير في القضية الاجتماعية على أنها بيئية.