رشيد المباركي
ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن خطة الرئيس ترامب الطموحة للسلام في الشرق الأوسط، والتي بدأت بهدنة بين إسرائيل وحماس لإنهاء حرب غزة، واجهت بالفعل صعوبات بعد أيام قليلة من إعلانها. وتنبع العقبة الرئيسية من عدم إعادة حماس جميع جثث الرهائن الإسرائيليين الذين لقوا حتفهم في الأسر. وبينما كان كل من إسرائيل والوسطاء العرب يدركون أن حماس قد لا تتمكن من تحديد مكان جميع الجثث وسط دمار غزة، فإن قرار الحركة بتسليم أربعة جثث فقط في البداية أثار غضب إسرائيل وأثار ردود فعل سياسية عنيفة، مع دعوات لتعليق الصفقة حتى إعادة جميع الجثث.
ويسلط هذا الخلاف غير المتوقع الضوء على هشاشة نهج ترامب، الذي يركز على إعلان النجاحات الدبلوماسية الشاملة أولا وترك التنفيذ التفصيلي للأطراف المعنية. ولا تزال هناك تحديات أكثر صعوبة تنتظر التنفيذ، مثل تحديد تشكيل القوة التي تقودها الدول العربية والمُخصصة لتأمين غزة، وتحديد مسار نحو دولة فلسطينية، وضمان نزع سلاح حماس.
وبموجب المرحلة الأولى من الاتفاق، كان من المفترض أن تُفرج حماس عن جميع الرهائن الـ 48 المتبقين – أحياء وأمواتا – مقابل ما يقرب من 2000 أسير فلسطيني وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية. وحتى الآن، أُعيد 20 رهينة على قيد الحياة و10 جثث، لكن التأخير في تسليم الجثث المتبقية أثقل كاهل الاتفاق.
وبحسب الصحيفة، تُصر حماس على أنها لا تزال ملتزمة بالاتفاق، لكنها تقول إن انتشال الجثث من تحت الأنقاض سيستغرق أسابيع ويتطلب معدات ثقيلة لم يُسمح لها بعد بدخول غزة. مع ذلك، تتهم إسرائيل حماس بالمماطلة المتعمدة للحفاظ على نفوذها.
كما تم تشكيل قوة عمل دولية تضم مصر وتركيا للمساعدة في انتشال الجثث، على الرغم من أن المسؤولين الإسرائيليين يزعمون أن حماس لا تزال تحتجز الجثث التي يُمكن إعادتها في وقت أقرب. وعلى الرغم من هذه التوترات، يعتقد المحللون أن الخلاف من غير المرجح أن يُنهي وقف إطلاق النار تماما. وفي غضون ذلك، وبينما تُمهّد المحادثات للمرحلة الثانية، بدأت حماس في إعادة فرض سيطرتها على أجزاء من غزة أخلتها القوات الإسرائيلية.