19 أكتوبر 2025 / 10:00

دراسة: اليمين المتطرف في ألمانيا يفرض أجندته

رشيد المباركي

كشفت دراسة حديثة في المجلة الأوروبية للبحوث السياسية أن الأحزاب الرئيسية في ألمانيا باتت تسمح لليمين المتطرف بفرض أجندته السياسية، من خلال تبني أو الرد على خطابه بشكل غير مباشر، وهو ما أدى إلى تطبيع أفكاره ومنحه شرعية أوسع في المجال العام. واعتمدت الدراسة على تحليل آلي لأكثر من 520 ألف مقال صحفي من ست صحف ألمانية على مدى أكثر من عقدين. وأظهرت النتائج أن انتقال اليمين المتطرف من القضايا الهامشية في التسعينيات إلى موضوعات كالهجرة والاندماج دفع الأحزاب التقليدية لتكييف خطابها استجابة لذلك، ما ساهم في انتشار هذه المواقف بين الناخبين.

أوضحت تيريزا فولكر، عالمة الاجتماع السياسي في مركز العلوم الاجتماعية ببرلين والمشاركة في إعداد الدراسة، أن “اتصال الأحزاب التقليدية بالناخبين يلعب دورا حاسما في نجاح اليمين المتطرف انتخابيا، وهو عامل غالبا ما جرى التقليل من أهميته”. وأضافت أن التأثير يستمر حتى عندما تنتقد الأحزاب اليمين المتطرف، لأن “الاهتمام بحد ذاته هو المفتاح، ومن يضع الأجندة يؤثر في ما يفكر فيه الناخبون ومن يصوتون له:.

كما شار دانيال سالديفيا غونزاتي، المشارك في الدراسة، إلى أن هذا التطبيع يمتد إلى دول أوروبية أخرى، حيث يتكرر النمط نفسه في ألمانيا وبريطانيا، إذ تثير تصريحات اليمين المتطرف جدلا واسعا وتتصدر العناوين، حتى عند مواجهتها. واستشهدت الصحيفة بتصريحات المستشار الألماني السابق أولاف شولتس عام 2023، التي دعا فيها إلى “ترحيل واسع النطاق”، كمثال على تبني خطاب مشابه لليمين المتطرف.

ورصد الباحثون أن بعض الأحزاب سعت لتقليد أجندة اليمين المتطرف رغم أن ذلك يدفع الناخبين نحوه أكثر. كما وجدت الدراسة أن التأثير لا يقتصر على أحزاب اليمين، بل يشمل المعارضة أيضا. وخلصت فولكر إلى أن هذا الاتجاه أصبح واسعا في أوروبا، باستثناء الدول الإسكندنافية التي تجاوز فيها نفوذ اليمين المتطرف القضايا الثقافية إلى مجالات أخرى، داعية الأحزاب التقليدية إلى صياغة خطاب مستقل وعدم الاكتفاء برد الفعل على أجندة اليمين المتطرف.