18 أكتوبر 2025 / 14:26

إيران تمدّ القيود على الإنترنت إلى ما بعد زمن الحرب

رشيد المباركي

ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أنه منذ الحرب القصيرة التي خاضتها إيران مع إسرائيل في يونيو، فرضت طهران قيودا شديدة على الإنترنت وأعاقت عمل أنظمة تحديد المواقع، مما جعل المهام اليومية عبر الإنترنت معقدة للغاية، وأثار مخاوف الإيرانيين من تصاعد الرقابة الحكومية. وتلفت أنه خلال الأيام الاثني عشر للحرب، فرضت السلطات الإيرانية حجبا شبه كامل للإنترنت، مبرّرة ذلك بأنه إجراء أمني ضروري لمنع الاختراق الإسرائيلي. ورغم إعلانها لاحقا عن رفع الحجب، يؤكد ناشطون في مجال التكنولوجيا وحقوق الإنسان أنّ الخنق الرقمي ما زال مستمرا فعليا، إذ لا يزال ملايين الإيرانيين يعيشون في “الظلام الإلكتروني”.

يقول خبراء الحقوق الرقمية إن سرعة الإنترنت قد انخفضت بشكل كبير، وحركة البيانات عبر الشبكة مقيدة، بينما خدمات تحديد المواقع تتعرض للتشويش. كما تم تجريم استخدام أدوات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية مثل “ستارلينك”، التي تتيح للمستخدمين تجاوز الرقابة. وتشير الصحيفة إلى أن القيود جعلت التواصل بين الإيرانيين ومع العالم الخارجي شبه مستحيل. ومع إعادة فرض الأمم المتحدة العقوبات على البرنامج النووي الإيراني، ازدادت عزلة البلاد الدولية. وقد بررت وكالة “تسنيم” التابعة للحرس الثوري بررت القيود قائلة إن “القيود على الإنترنت ضرورية في زمن الحرب للدفاع ضد العدو”.

واعترف وزير الاتصالات ستار هاشمي علنا بوجود تشويش على نظام تحديد المواقع، زاعما أنه يهدف إلى منع إسرائيل من استخدام الطائرات المسيّرة داخل إيران، مضيفا أن التحكم في الإنترنت ضروري أيضا لمواجهة “الهجمات السيبرانية الإسرائيلية ونشر المعلومات المضللة”. ووفقا للصحيفة فإن هذه الإجراءات لن تحدّ كثيرا من نشاط الاستخبارات الإسرائيلية داخل إيران، لأنّ الاختراق الإسرائيلي كان عميقا بالفعل. وأضافت إلى أن الحرب القصيرة في يونيو كشفت مدى تغلغل إسرائيل في الداخل الإيراني، إذ نجحت في اغتيال عدد من كبار القادة والعلماء النوويين في منازلهم، وضرب أنظمة الدفاع الجوي، وإجبار المرشد الأعلى علي خامنئي على الاختباء.