سؤالٌ مفخّخٌ، ومآلات إجاباته هي الأخرى: ممعنةٌ في الفضح. فلنتّفق إذن؛ بأنّه ليس من تلك الأسئلة -المخمليّة- التي يُمكن أن يُحتَفى بها «سعوديّاً»، وبسببٍ من تكوّن جيننا (السيو ثقافي) فإن كثيرين ممن يقرأني، سيشيحون بوجههم عن: «السؤال»، ويصرفونها تلقاء: «لون أبشارهم» للتأكد فقط من أنّها بيضاء تسر الناظرين نصاعةً!، حتى إذا ما اطمأنوا على: «بياضها» راحوا يغمغمون بكلماتٍ مبهماتٍ، يتضح من ملامح/ قسمات وجوههم أنها مِن قبيل: «الشتائم» مع ما ينضاف إليها مِن: استسماجٍ بيّنٍ لـ: «السؤال» ولصاحبه!.
ولئن كان هذا التعامل من قِبلِهم، لمجرد: «التساؤل» وحسب، فكيف إذن، هو الظنّ بحالهم، لما أن يكون ثمّة: «أسود» على الحقيقة، هو مَن كان بالفعل، يطرق أبواب بيوتهم: «البيضاء»، لا يبتغي من ذلك؛ سوى المودّة في القربى، اقتراناً بـ: «ابنتهم» على سنة الله ورسوله؟!
وأيّا تكن مرّات: «الطّرد»، وخذلان معاني التبرير، التي يُقابل بها مثل هذا: «الطارق الأسود»!، فإنّ السؤال الثاني سيظل مشروعاً، وهو إن يكن أمرنا كذلك، فَلِمَ كلّ هذه: «المكابرة» في شأن الإنكار لما نحن عليه، مِن ملوّثات تمتلئ بها أجواؤنا، بأثرٍ رديءٍ من عادمات: «عنصريّة» متأصلة في أدق تفاصيلنا، وكثيراً ما تأذينا من «شكماناتها» الملتهبة حرارةً، ذلك أنّنا قد ألفناها وهي لا تفتأ تنفخ فينا بكلّ ما أوتيته من قوة، ما ينشأ عنه بيئة فاسدة في المبنى والمعنى!؟
* في المسجد: نستدعي كلّ: «النصوص الشرعية» قرآناً وصحيح سنة، تلك التي من شأنها التوكيد على أنّ: «الناس» بعامّةٍ سواسية كأسنان المشط، إذ لا فرق بين: «أسودنا» و«أبيضنا» فأبونا آدمٌ والأم حواءُ، وما من فضيلةٍ ولا كرامةٍ لأحدنا على الآخر إلا بـ: «التقوى»!
بل إنّ: «واعظنا» يمضي بنا تنظيراً إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث يأخذنا -بصوته الجهوري- إلى فرح الصحابي الجليل: «القرشي» عبدالرحمن بن عوف حين اقتران أخته» -وقد أخذت من الحسن قسطاً كبيراً وكثيراً ما حُسدت عليه مِن لدن القرشيات- حين اقترانها بالصحابي الجليل: بلال بن رباح: «الحبشي»..!
* بينما الخصومة في: «المحكمة» لم تزل بعْدُ قائمةً على أشدها، بسببٍ من رأي فقهيٍّ مرذولٍ، إذ ينصّ على اشتراط: «التكافؤ» نسباً أو مهنة أو لوناً.. وهو من منتجات فقه: «الموالي» في كتاب النكاح!!
* المتنبي يحضر بكل ذاتيّته -وهو ابن السقا- ليمنح مجالس مثقفينا وأدبائنا حضوراً مدهشاً للحط من الحاكم- الأنقى والأعدل إبان تلك الحقبة التاريخية- أعني به: «كافورا».. حيث المتنبي كلِفٌ بالحطِّ من شأنه جراء عدم تحقيق أطماع هذا الأخير، ولم يكن يجد ملمزاً يمكنه أن ينفذ من خلاله إلى أقطار قامة: «كافوراً» إلا من خلال نافذة سلطان سواد لونه!
* ولمن يتعاطون -التفكير- نصيباً مفروضاً من مأدبةِ العنصريّة المقيتة، إذ لا يأنفون بالمطلق عن أن يتسابقوا تندراً، بين منتدى وآخر، في إيراد نص -تافهٍ- لابن خلدون.. حيث جزم وفق قطعيّة خرقاء -كعادته في المقدمة- على أنّ:(خُلُق السودان الخفة والطيش وكثرة الطرب.. فتجدهم مولعين بالرقص على كل توقيع موصوفين بالحمق في كلّ قطر..» المقدمة21. وللتّو و: «ابن خلدون» لم يزل بعد معصوماً لا يتجاسر أحدُ أن يتعقّبه.. ولكأن: «مقدمته» المسروقة قد غدت في عُرفِ هؤلاء: «قرآناً»!!
* في الغرب -الكافر- بات من المألوف بالمرّة أن ترى رجلاً -زوجاً أو حبيباً- أسود كالح السواد، يتأبط ذراع- زوجة/ حبيبة- تلك الفاتنة بياضاً ورشاقة.؟!
في حين أنّه من المحال أن نرى مثل هذا ها هنا.!
– ما زال سؤالي قائما.. كيف سيكون استقبالك لأسود -ترضاه دينا وخلقا ومادة وعملا- يطرق باب بيتك خاطبا: ابنتك.. أختك…؟!
{jathumbnail off}
Source : https://dinpresse.net/?p=3121