10 أكتوبر 2025 / 09:34

خبير: فك رموز التطرف اليمين على ضوء التطرف الإسلامي

رشيد المباركي

يرى الباحث الفرنسي إليامين ستول، أن الحكم الصادر عن محكمة الجنايات في باريس على ستة أعضاء من جماعة AFO اليمينية المتطرفة بالسجن لجماعة إرهابية إجرامية معادية للمسلمين، جيب أن يدفعنا لتسليط الضوء علميا وسياسيا على الآليات غير المستكشفة لهذا “التطرف الآخر” الذي ينطلق منه عنف نشطاء اليمين المتطرف.

في نهاية سبتمبر الماضي، مثّل الأعضاء الستة عشر في المجموعة الصغيرة “عمل قوات العمليات” أمام المحكمة بتهمة الإعداد لهجمات وتسميم خطط لاستهداف مواطنين من العقيدة الإسلامية. وبعد اغتيال أبوبكر سيسيه في عام 2025 في قلب مسجد غراند كومب في غار، واغتيال هشام، التونسي الذي قتل في بوجيه-سور-أرجنس، تذكّرنا هذا المحاكمة بأنه على عكس العنف ذو المرجعية الجهادية، فإن المسارات المماثلة داخل اليمين المتطرف تظل إلى حد كبير غير مستكشفة.

الأرقام واضحة حسب الباحث: وفقا لقاعدة بيانات الإرهاب العالمي، فقد ازدادت أعمال العنف المنسوبة إلى هذه الحركات بنحو 320% في المجتمعات الغربية بين 2015 و2019. وعلى الرغم من هذا التوسع الدولي الكبير، فإن البحث الفرنسي المكرس لهذه الشبكات لا يزال يعاني من قلة الاستثمار في هذا الموضوع، وبينما تحظى البنى الحزبية لليمين المتطرف بوفرة من الأدبيات العلمية، فإن المسارات الاجتماعية لأشد أنصارهم عنفا ما زالت في الظل. هناك عدة أسباب تفسر هذا النقص: قلة عدد الإدانات وبالتالي عدد السجناء الذين يمكن ملاحظتهم؛ العقبات المؤسسية التي تعيق الوصول إلى السجون؛ الأولوية الممنوحة للملفات الإسلامية المتشددة التي تعتبر تهديدا أكبر؛ وأحيانا تردد هؤلاء الفاعلين في الإدلاء بشهاداتهم حول مساراتهم. يمكن قياس هذا الاختلال التحليلي بسهولة.

أضاف الباحث أيضا أنه منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كُرست مئات الأطروحات الناطقة بالفرنسية للإسلاموية المتطرفة، بينما تكاد الدراسات المتعلقة باليمين المتطرف تصل إلى عشر أطروحات. النتيجة: في حين أن البحث حول الجهادية أصبح غنيا ودقيقا بشكل كبير – من خلال استكشاف مسارات الانخراط، وتأثير الأدوات الرقمية، ودور العواطف، وكذلك عمليات الانسحاب – لا يزال اليمين المتطرف يدرس أساسا من منظور علم الاجتماع الانتخابي أو من زاوية فروقه الأيديولوجية الداخلية. هذا التركيز يترك في الظل استكشاف الآليات السوسيولوجية التي تدفع بعض الأفراد إلى تجاوز عتبة العنف.

والمخاوف التي تثيرها هذه الظواهر الغامضة تكون كبيرة بالفعل خاصة عندما تكشف التحقيقات غالبا عن صلات مع بعض مؤسسات الدولة في أوروبا، كما تظهر العديد من التقارير الدولية، فإن الملاحظة محسوسة في معظم الديمقراطيات الغربية. في الولايات المتحدة، شكل اقتحام الكابيتول في 6 يناير 2021 صدمة. كشف الحدث عن وجود كبير للمحاربين القدامى والجنود الاحتياطيين بين المعتدين: وفقا لمكتب التحقيقات الفيدرالي والبنتاغون، كان بين 12 و20٪ منهم ممن لديهم خبرة عسكرية سابقة، مقابل حوالي 7٪ في المجتمع العام. هذه التمثيلية الزائدة أثارت قلق السلطات، بسبب قدرة هؤلاء الأفراد – الذين يمتلك بعضهم مهارات تكتيكية قوية – على تنظيم أعمال عنف.