9 أكتوبر 2025 / 09:53

جديد الإصدارات: من سيكون السيد القادم للعالم؟

رشيد المباركي

يرى الخبير الاقتصادي الفرنسي فرانسوا لانغلي أن أوروبا تمر من الأزمات والصدمات واحدة تلو الأخرى، حيث تتفجر عنف الصراعات. على أبوابها مع أوكرانيا. وفي الشرق الأدنى والشرق الأوسط. يقوم كبار مشغلي التكنولوجيا الرقمية بشن هجمات منظمة ضد المؤسسات ووسائل الإعلام التقليدية.

يضيف المؤلف أن القوة التي ضمنت الأمن واستقرار الاقتصاد وخلقت ظروف العولمة التي نخرج منها، أي الولايات المتحدة الأمريكية، تعاني من التراجع، بينما القوة الصاعدة، الصين، التي أعلن عن حكمها منذ عدة عقود، لم تعُد تحتمل الانتظار لتتولى القيادة. وقد أصبح نفاد صبرها أحيانا يُترجم إلى غطرسة. من سيفوز بين الاثنين؟ وما دور فرنسا في هذه المنافسة؟ وهل لا تزال أوروبا قادرة على لعب دورها في هذا المضمار؟ هذه بعض الأسئلة التي يحاول المؤلف الإجابة عنها في الكتاب.

إن الشلل السياسي والصعوبات في تمرير الميزانية، بالنسبة لفرنسا على سبيل المثال، هما في تناقض كامل مع الصراع من أجل القيادة العالمية الذي يدور بين الصين والولايات المتحدة، والذي يبدو أن فرنسا تكتفي برصده فقط، ويضفي كذلك أن فرنسا في وضعية متناقضة حيث تركز على القضايا الداخلية وحلول غريبة، بينما يشهد العالم تحولات كبرى. هذا التباين يعكس عدم القدرة على التماشي مع القضايا العالمية الحقيقية. وبالنتيجة، تبقى فرنسا متأخرة ومنشغلة بخلافات داخلية، بينما تدور معركة القيادة العالمية في مكان آخر، خاصة بين الصين والولايات المتحدة.

يرى أيضا أن الصين لا تسعى لغزو العالم، بل تسعى إلى ألا تخضع بعد الآن لقوانين الآخرين، وخاصة الأمريكيي، قد يؤدي هذا إلى مواجهات، لكنه لن يؤدي إلى سيطرة عالمية. كما تعتبر الصين نفسها إمبراطورية الوسط، مقتنعة بتفوقها الجوهري، دون الحاجة إلى غزوات إقليمية. هدفها هو تأمين بيئتها – بحر الصين، تايوان، طرق الحرير – وإمداداتها من المواد الخام. في القرن الخامس عشر، بعد أن استكشف الأميرال تشنغ خه العالم، خلص إلى أن “البرابرة” ليس لديهم ما يقدمونه. هذه العقلية مستمرة.

لكن بالنسبة لفرنسا، الأمر مختلف: في عام 1937، كانت المعرض العالمي، الذي يمكن مقارنته بالألعاب الأولمبية لعام 2024، يخفي الإضرابات وعدم القدرة على معالجة المشاكل الحقيقية. اليوم، فرنسا تعيد إنتاج هذا السيناريو، مع حالة شلل سياسي. القادة السياسيون القادرون على إخراجنا من هذا المأزق موجودون بالفعل، لكنهم لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم في خضم هذا الاضطراب.