6 أكتوبر 2025 / 15:19

ألمانيا تفتح أبواب مساجدها أمام المجتمع في “يوم المسجد المفتوح”

دين بريس
فتحت أخيرا آلاف المساجد في مختلف أنحاء ألمانيا أبوابها أمام الزوار من غير المسلمين، في إطار فعالية “يوم المسجد المفتوح”، التي تقام سنويًا بالتزامن مع ذكرى الوحدة الألمانية.

وتهدف هذه المبادرة، التي انطلقت أول مرة عام 1997، إلى تعزيز الحوار بين الأديان، وكسر الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين، وتشجيع التفاهم بين مختلف مكونات المجتمع الألماني.

وشهدت الفعالية هذا العام مشاركة واسعة من المساجد التابعة لمختلف الجمعيات الإسلامية، سواء التركية أو العربية أو البوسنية أو غيرها، حيث نظمت جولات تعريفية للزوار داخل المساجد، وشرحت لهم رمزية العمارة الإسلامية، ومكانة المسجد في حياة المسلمين، إضافة إلى تقديم معلومات مبسطة عن أركان الإسلام، والطقوس الدينية اليومية، وخصوصًا الصلاة.

وفي العاصمة برلين، كان مسجد “شيهيتلك” التاريخي واحدًا من أبرز المحطات التي زارها الألمان خلال هذا اليوم.

وقد شهد المسجد توافد المئات من الزوار الذين شاركوا في ورش عمل، واستمعوا إلى محاضرات قصيرة تناولت قضايا التعدد الثقافي، ودور الدين في دعم القيم الإنسانية مثل الرحمة، والعدالة، والاحترام المتبادل. كما أقيمت معارض فنية وثقافية عرضت مخطوطات قرآنية، وأعمالًا يدوية تعكس التراث الإسلامي.

إلى ذلك صرح الشيخ محمد طه، إمام أحد المساجد المشاركة في برلين، بأن الفعالية تتيح للألمان فرصة لرؤية الإسلام من الداخل، والتعرف على المسلمين باعتبارهم مواطنين شركاء في الوطن، وليسوا مجرد غرباء. وأكد أن الحوار المباشر، واللقاء الإنساني وجهاً لوجه، هو الوسيلة الأنجع لبناء جسور الثقة، ورفض الأحكام المسبقة.

وقد أبدى العديد من الزوار إعجابهم بما شاهدوه، مؤكدين أن زيارتهم للمسجد بدّلت كثيرًا من الصور النمطية التي كانوا يحملونها.

وقالت السيدة كريستينا، وهي معلمة ألمانية حضرت برفقة طلابها، إنها شعرت بترحيب كبير، ووجدت الإجابات عن أسئلتها حول الإسلام، مشيرة إلى أهمية تعميم مثل هذه المبادرات التعليمية.

من جانبها جمعية “المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا”، التي ترعى تنظيم هذا اليوم، أصدرت بيانًا أشادت فيه بنجاح الفعالية، مشيرة إلى أن عدد الزوار في هذا العام تجاوز مئة ألف شخص، ما يعكس تزايد اهتمام الألمان بفهم الإسلام من مصادره المباشرة. ودعت الجمعية إلى استمرار مثل هذه المبادرات، باعتبارها ركيزة في ترسيخ قيم التعايش والاحترام المتبادل.

ويأتي “يوم المسجد المفتوح” في ظل تزايد النقاشات حول اندماج المسلمين في المجتمعات الأوروبية، ووسط تحديات يشهدها الخطاب الديني والثقافي في الغرب. غير أن هذه الفعالية، كما يؤكد منظموها، تمثل نموذجًا عمليًا للحوار الحضاري، وتقدم الإسلام في صورته الحقيقية كدين يدعو إلى السلام والتسامح والانفتاح.