5 أكتوبر 2025 / 11:33

باكستان تغري واشنطن بخطة لإنشاء ميناء جديد على بحر العرب

درين بريس

اعتبرت صحيفة فاينانشال أن مستشاري القائد العسكري الباكستاني عاصم منير عرضوا على مسؤولين أمريكيين خطة جريئة لبناء وتشغيل ميناء في مدينة “باسني” الساحلية على بحر العرب، بهدف منح واشنطن منفذا استراتيجيا في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية. وتقترح الخطة، التي اطّلعت عليها الصحيفة، تطوير البلدة الساحلية كميناء للوصول إلى المعادن الحيوية في باكستان، حيث تبعد “باسني” نحو 100 ميل عن إيران و70 ميلا عن مدينة جوادر التي تضم ميناء تدعمه الصين.

ةأوضحت الصحيفة أن المبادرة ليست سياسة رسمية، لكنها تعكس سعي باكستان للاستفادة من التحولات الجيوسياسية الأخيرة في جنوب آسيا. وقد طرحت الفكرة على بعض المسؤولين الأمريكيين وشاركت مع منير قبل لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض الشهر الماضي، بينما أكد مسؤول في إدارة ترامب أن الرئيس ومستشاريه لم يناقشوا مثل هذا الاقتراح. وتعد الخطة جزءا من سلسلة مبادرات يسعى بها المسؤولون الباكستانيون للحفاظ على زخم العلاقات مع إدارة ترامب، وتشمل التعاون ضد تنظيم داعش -ولاية خرسان، والانخراط في مشروع عملة مشفرة مدعوم من ترامب، ودعم خطته للسلام في غزة.

معلوم أن العلاقات بين البلدين عرفت تحسنا ملحوظا منذ أن نسب ترامب لنفسه الفضل في وقف القتال بين باكستان والهند، وهو ما دفع منير ورئيس الوزراء شهباز شريف لترشيحه لجائزة نوبل للسلام. وأشار أحد مستشاري منير إلى أن “العلاقة مع أمريكا تغيرت كليا بعد الحرب”، مضيفا أن الهند كانت قد شغلت الفراغ في السنوات الماضية.  ووفقا للمخطط، سيربط ميناء باسني بسكة حديد لنقل النحاس والأنتيمون من داخل البلاد، بتكلفة تصل إلى 1.2 مليار دولار بتمويل مشترك بين الحكومة الباكستانية ومؤسسات أمريكية. ويرى مؤيدو الخطة أنها وسيلة لتحقيق توازن في علاقات إسلام آباد مع واشنطن وبكين وطهران والرياض.

وذكرت الوثيقة أن “موقع باسني يعزز خيارات واشنطن التجارية والأمنية ويوسّع نفوذها في بحر العرب وآسيا الوسطى”، في وقت تثير استثمارات الصين في جوادر مخاوف أمريكية بشأن الأغراض العسكرية للميناء. وأكد المستشارون أن المشروع لا يشمل إنشاء قاعدة أمريكية مباشرة. كما أشارت الصحيفة إلى أن واشنطن بدأت تبدي اهتماما بقطاع المعادن في باكستان، إذ وقعت شركة أمريكية مذكرة تفاهم مع الهيئة الهندسية العسكرية الباكستانية لتطوير التعاون. وقال مايك هولومون، مدير الشركة، إن باسني تمتلك ميناء طبيعيا عميق المياه، وربطها بخط سكة إلى منجم “ريكو ديق” يجعل المشروع “منطقيا للغاية”.