رشيد المباركي. دين بريس
مؤلف الكتاب عالم الاجتماع ومتخصص في قضايا التطرف، إليامين سيتول، قرر إجراء تحقيق ولقاء كيليان في السجن. ومن خلال تبادلهما للحوار نشأ سرد جديد، دقيق وحميم، يتتبع مسار فرد، ومعه جماعة، نحو العنف.
ــ يكشف المؤلف عن الدوافع الشخصية والعائلية والاجتماعية لهذا الانحراف. كما أن الإيديولوجيات والشبكات والخطابات الهوية التي تغذي هذه الكراهية تستمد بشكل خاص من ذاكرة استعمارية غير مصفَّاة، وتعيد إشعال شروخ الماضي لتبرير عنف الحاضر، ويضيف المؤلف أنه خلال العقد الأخير، ركزت العلوم الاجتماعية بشكل كبير على فك شيفرة الجهادية. وبينما يعد هذا التركيز مشروعا نظرا لمداه وتداعياته، إلا أنه ساهم في إرساء نوع من “المركزية الجهادية” في دراسة أنماط التطرف. ومع ذلك، توضح الأحداث الجارية بشكل متكرر العنف المرتكب باسم الإشارات الأيديولوجية المستمدة من اليمين المتطرف.
مع هذا الكتاب، هناك رغبة في اتخاذ خطوة جانبية. بالاعتماد على تحقيق ميداني غير مسبوق، يحلل المؤلف منطق التزام ناشط في اليمين المتطرف، مستكشفا مسارات حياته الشخصية، وتصوراته، وانقسامات ذاته الداخلية، والديناميات الخاصة بالسجن، ولإظهار كل تعقيد هذا المسار، استخدم المؤلف ترسانة نظرية ومنهجية متعددة، تمزج بين استخدام الجينوجرام لرسم الخريطة الوراثية والعاطفية للعائلة، ومنهجية تسلسلية في دراسة المسار الشخصي لإبراز نقاط التحول، ونظرة متعددة المقاييس تربط الأبعاد الشخصية والجماعية والسياقية.
يؤكد هذا الكتاب على فكرة أنه من الضروري كسر الحواجز في طرق التفكير المعاصرة: فهم آليات التطرف يتطلب وضع الجهادية واليمين المتطرف وأشكال التطرف الأخرى في منظور متكامل، من أجل التقاط نقاط الالتقاء، والاختلاف، وانتقال الأفكار، وكذلك ظواهر المحاكاة عبر الأيديولوجيات المختلفة.