دين بريس ـ سعيد الزياني
أظهر تقرير أصدره معهد السياسات اليهودية (JPR) بلندن في شتنبر 2025 تحولا لافتا في مواقف اليهود البريطانيين تجاه حل الدولتين، فبينما عبّر 78% سنة 2010 عن قناعة بأن إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام، تراجعت النسبة إلى 54% منتصف 2024 بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، ثم انخفضت أكثر في صيف 2025 إلى 49% فقط، مقابل 41% رفضوا الفكرة.
ويعني ذلك أن نسبة المعارضين تضاعفت تقريبا ثلاث مرات خلال 15 عاما، بعدما لم تكن تتجاوز 15% عام 2010.
وأشار التقرير إلى أن حالة الغموض زادت بدورها، حيث ارتفعت نسبة الذين أجابوا بـ”لا أعرف” أو “بدون رأي” من 7% سنة 2010 إلى 13% سنة 2024. وعند المقارنة مع الداخل الإسرائيلي، أوضح التقرير أن 40% من الإسرائيليين العرب والفلسطينيين عبروا في ماي 2025 عن دعمهم لحل الدولتين، مقابل 16% فقط من اليهود الإسرائيليين.
وبينت الدراسة التي استندت إلى عينة من 4,822 مشاركا في المملكة المتحدة أن المواقف تختلف بحسب العمر والتيار الديني والسياسي، فقد أظهر الشباب من الفئة العمرية 16-29 عاما ميلا أكبر لرفض حل الدولتين، إذ صرح 49% منهم بالمعارضة مقابل 41% مؤيدين.
أما اليهود الأرثوذكس المتشددون فأبدوا رفضا واسعا بلغت نسبته 76%، في حين عبر اليهود الإصلاحيون أو غير المنتمين إلى معابد دينية عن تأييد أعلى تراوح بين 51% و62%.
وأظهر التقرير أيضا أن الانتماء السياسي يؤثر بشكل واضح على المواقف، حيث مال الناخبون للأحزاب اليسارية إلى دعم أكبر لحل الدولتين، بينما عبر أنصار الأحزاب اليمينية عن مستويات أعلى من الرفض.
ولفت إلى أن 34% من اليهود البريطانيين أبدوا استعدادا لقبول فكرة “دولة ثنائية القومية” كحل بديل، وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع، فيما رفضها 53%.
وخلص الباحث جوناثان بويد، مدير معهد JPR، إلى أن أحداث 7 أكتوبر شكلت منعطفا عميقا في الوعي اليهودي، إذ هزت الصورة التاريخية لإسرائيل كـ”ملاذ آمن لليهود”، ودفعت قطاعات من الشباب خصوصا إلى البحث عن بدائل جديدة، سواء عبر رفض حل الدولتين أو الميل إلى فكرة الدولة الواحدة.