
وقد حضر الوفد للدوحة بدعوة من مركز القرضاوي للوسطية الإسلامية والتجديد، كلية الدراسات الإسلامية، جامعة حمد بن خليفة، وذلك لحضور دورة عن الوسطية في الإسلام، ومنهجية الفتوى. وذلك في إطار خطة المركز لنشر وتدعيم مفهوم الوسطية.
وقد تحدث الشيخ القرضاوي مع الوفد عن وسطية الإسلام، وأن أمة الإسلام هي أمة الوسطية، كما قال سبحانه: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}.
كما نبه على دور الأقليات المسلمة، لا سيما الأقلية الهندية – التي يبلغ عددها مائتي مليون نسمة – في تقديم صورة مثلى عن الإسلام في بلادها، وأهمية تجمع هذه الأقليات في القضايا المصيرية، وعدم التشتت والتشرذم.
وتحدث القرضاوي عن عالمية الإسلام وضرورة اهتمام المسلمين بإخوانهم في كل البلدان، فالمسلمون كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، “كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، “والمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا”.
كما ألقى د. القره داغي بالمقر الرئيسي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين محاضرة بعنوان (البعد المقاصدي للفتوى والاستنباط)، حيث تناول خلالها مقاصد الشريعة في الافتاء ودورها في ضبط الفتوى، واشتملت المحاضرة الحديث عن دور فقه المآلات، وسد الذرائع، ودور مقاصد المكلفين (المفتي والمستفتي) وأثره.
وتضمنت محاضرة القره داغي الحديث عن الدور العظيم للمقاصد في ضبط الفتوى في ثلاثة مجالات: الأول، ضبط الفتوى من حيث الاستنباط والإصدار من خلال استنباطها من الأدلة المعتبرة، وربط الفتوى بالكليات الست حسب مراتبها، وتجديد الفقه وتطويره. وتحدث في المجال الثاني عن ضبط الفتاوى قبل الإصدار بربطها بسد الذرائع إذا كانت مؤدية للفساد أو فتحها عندما تكون الذرائع مؤدية إلى الصلاح. وتطرق الحديث إلى خطورة المبالغة في سد الذرائع أو في فتحها وكذلك شروط العمل بسد الذرائع وأسباب التوسع في دائرة سد الذرائع. واختتم القره داغي محاضرته بالمجال الثالث للمقاصد في ضبط الفتوى وهو ضبط الفتوى بنتائجها وآثارها من خلال ربطها بفقه المآلات.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=3042