19 سبتمبر 2025 / 14:06

تقرير عن كتاب الدرة المضيئة من خبر سيد البريئة للشيخ جموع الفاسي (ت1119ه)

إعداد الدكتور أمين انقيرة
صدر للدكتور أمين انقيرة طبعة ثانية لكتاب الدرة المضيئة من خبر سيد البريئة للشيخ جموع الفاسي محققا في 300 صفحة على أربعة نسخ خطية ، وذلك بمناسبة ذكرى عيد المولد النبوي الشريف.

وكتاب “الدرة المضيئة من خبر سيد البريئة”، من المختصرات المفيدة؛ لمؤلفه البارع، أحد أعلام المدرسة المغربية، وعالم كبير من علماء السيرة النبوية، الشيخ العلامة المحقق سيدي مسعود بن محمد بن علي الشهير بجموع الفاسي (ت1119هـ).

ومما ورد في التعريف به: يعد كتاب “الدرة المضيئة من خبر سيد البريئة” من الكتب المختصرة في السيرة النبوية، وقد استقصى فيه مؤلفه السيرة النبوية من المولد إلى الوفاة، وذكر فيه المغازي والسرايا، وجملة من الخصائص والشمائل وفوائد أخرى، بأسلوب سهل وعبارات بسيطة، مع الاختصار غير المخل، لكي يسهل على طلاب العلم وعامة الناس الإفادة من علم السيرة النبوية والإحاطة بجميع مباحثها بشكل ميسر.

وقد جاءت أبوابه وفصوله كالآتي:
ـ ذكر نسبه الشريف وأسمائه صلى الله عليه وسلم.
ـ باب في ذكر بدء خلقه وتزويج عبد الله أبيه وحمل أمه به.
ـ باب ذكر مولده ومنشئه ورضاعه وحضانته وكفالته وما يتصل بذلك.
ـ باب تزوجه بخديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي.
ـباب بنيان قريش الكعبة شرفها الله تعالى.
ـ باب مبدإ البعثة وعمومها له.
ـ ذكر أول الناس إيمانا به ودعائه إلى الله تعالى.
ـ ذكر ليلة الإسراء والمعراج.
ـ بدء إسلام الأنصار رضي الله عنهم والهجرة إلى المدينة المسماة بدار الأبرار.
ـ ذكر مغازيه.
ـ ذكر رفقائه النجباء وأصحابه العشرة وحواريه ووزرائه وبعض حراسه وخدمه ومواليه وأصحاب لوائه.
ـ باب ذكر أزواجه وسرياته وأبنائه وبناته وأعمامه وعماته والعواتك التي ولدنه والفواطم التي يلينه.
ـ باب ذكر بعض دوابه وسلاحه وأثاثه وما كان منها في ربعته وأوانيه ومتخلفه بعد موته.
ـ فصل في ذكر جملة من أخلاقه العظيمة ويليها ذكر صفة ذاته الكريمة.
ـ خاتمة في طيب رائحته.
ـ باب ذكر وفاته وما يتعلق به.

وتظهر أهمية هذا الكتاب من جوانب متعددة أهمها:
أولا: القيمة العلمية لمؤلفه سيدي جموع الفاسي (ت1119هـ) -رحمه الله-، لا سيما وأن الشيخ من المتخصصين في مجال السيرة النبوية، فقد ألف إلى جانب “الدرة المضيئة” سيرة مطولة؛ ذاعت وانتشرت في زمانه؛ سماها: “نفائس الدرر من أخبار سيد البشر”، وألف غيرها مما سيأتي ذكره في محله، فكان في كل ذلك بحق نقادة، بارعا في حسن الترتيب والعرض للسيرة النبوية وأحداثها.

ثانيا: بالنظر إلى المادة التي احتوى عليها كتاب “الدرة المضيئة من خبر سيد البريئة”، فقد اشتمل على ذكر أخبار النبي صلى الله عليه وسلم من المولد إلى الوفاة، مع ذكر ما يتعلق بالشمائل والمغازي مع الاختصار غير المخل، فهو للمبتدئين تبصرة وللشيوخ المنتهين تذكرة.

ثالثا: أنه ينبه على الأحداث الكبرى في التشريع الإسلامي بعد ذكر المغازي والسرايا، حسب ترتيب السنين؛ كتاريخ فرض الزكاة والصوم، ونزول آية التيمم، وقصر الصلاة في السفر، وتحريم الخمر، وتحويل القبلة، وغير ذلك.

رابعا: أنه من المختصرات المفيدة في علم السيرة النبوية، سار فيه مؤلفه على نهج كثير من العلماء الذين سلكوا منهج الاختصار، ومنهم:
ـ الشيخ محب الدين الطبري (ت 694هـ) في كتابه: “خلاصة سير سيد البشر”.
ـ والشيخ أبو محمد عبد المؤمن بن خلف الدُّمْيَاطي (ت 705هـ) في كتابه: “السيرة النبوية”.

خامسا: عنايته ببسط الخلاف، مع عزوه لقائليه ومظانه، وترجيحه في كثير من المسائل.

سادسا: أن مؤلفه سيدي جموع الفاسي رحمه الله قد وضع طررا على مختصره، شرح فيها ما استغلق، وأوضح ما استبهم، وبين مجمله، وقيد مطلقه، وشرح غريبه، وترجم لبعض أعلامه، وخرج بعض نصوصه، كما أشار إلى بعض الفوائد الفقهية، وكذا فوائد متعلقة بعلوم القرآن؛ كأسباب النزول والمناسبات، إلى غير ذلك. ولا يخفى ما لهذه الطرر العلمية من فائدة يدركها المشتغل بعلم التحقيق خاصة.
وتم تقسيم الكتاب إلى: مقدمة وقسمين وفهارس.

أما القسم الأول منهما فخصصته للتقديم، وتحته فصلان:
• الفصل الأول: في عرض مقتضب حول سيرة الشيخ جموع الفاسي رحمه الله، ويشمل من المباحث:
• المبحث الأول: في اسمه ونسبه ونسبته وكنيته ومولده.
• والمبحث الثاني: في نشأته وطلبه العلم.
• والمبحث الثالث: في ذكر شيوخه.
• والمبحث الرابع: في ذكر تلامذته.
• والمبحث الخامس: في رحلاته.
• والمبحث السادس: في مؤلفاته.
• والمبحث السابع: في مكانته العلمية وثناء العلماء عليه.
• والمبحث الثامن: في ذكر وفاته.
• والفصل الثاني: أفرد للحديث عن الكتاب، ويشمل من المباحث:
• المبحث الأول: توثيق الكتاب نسبة وتسمية.
• والمبحث الثاني: تاريخ تأليف الدرة المضيئة.
• والمبحث الثالث: علاقة الدرة المضيئة بنفائس الدرر.
• والمبحث الرابع: إبرازتا الدرة المضيئة.
• والمبحث الخامس: الكتاب موضوعه ومنهجه.
• والمبحث السادس: موارد المؤلف ومصادره.
• والمبحث السابع: وصف النسخ المعتمدة ومنهج التحقيق.

والقسم الثاني: خصص للنص المحقق بكافة حيثياته التي تذكر في منهج التحقيق.

وأما الفهارس الفنية: فهي تباعا:
1- فهرس الآيات القرآنية.
2- فهرس الأحاديث والآثار.
3- فهرس الأعلام.
4- فهرس الأشعار.
5- فهرس الكتب.
6- فهرس المصادر والمراجع.
7- فهرس الموضوعات.

وقد قدم للكتاب الدكتور مولاي اسماعيل الناجي أستاذ التعليم العالي بجامعة ابن زهر، ومما ورد في تقديمه: ” ومن بين الكتب المهمة في هذا الباب بالغرب الإسلامي وخاصة بالمملكة المغربية الشريفة كتاب “الدرة المضيئة من خبر سيد البريئة” لأبي سرحان مسعود بن محمد بن علي جموع السجلماسي الفاسي (ت1119هـ)، وهو من كتب السيرة المختصرة، عرض فيه مؤلفه للأحداث من المولد إلى الوفاة، مع ذكر المغازي والسرايا، ووشّاه بالخصائص والشمائل المحمدية وفوائد أخرى، بأسلوب جزل، واختصار غير مُخِل، يتخذه المقتصد في العلم نهاية، ويبتغي منه المجتهد بداية.

وهذا الكتاب ألفيته جامعا في موضوعه، مانعا في مقصوده، فهو يقرّب المعنى الشريد، ويُحكِم القول بالقريظ، وقد تصدى له شاب من الشباب الباحثين للتحقيق، وعالم من العلماء الربانيين بالبحث حقيق، الدكتور أمين انقيرة الذي انتدب نفسه إلى خدمة الشريعة، ووقفها على الكتابة والتأليف، وهو من الثلة الذين عزّ نظيرهم، وقلّ مثيلهم، ممن كتبوا كتاباتٍ جادة، وألف تآليف كبيرة الفائدة، فاللهم تقبل منه هذا العمل الجبار وباقي أعماله العلمية المنشورة والتي ستنشر قريبا وبعيدا.

والكتاب المحقَّق انتظم من قسمين، قسم التحقيق الذي يعتبر بمثابة التقدمة إلى اللُّباب، فترجم في الفصل الأول منه الشيخ جموع الفاسي بما اقتنصه من كتب المعاجم والتراجم من الفوائد وتجمع له من الشرائد، وعرّف في الفصل الثاني بكتاب الدرة المضيئة مبرزا صحة النسبة، وتاريخ تأليفه، ومنهجه، وصلته بكتاب نفائس الدرر، وموارد المؤلف ومصادره في تأليفه مع أبرز أوصاف النسخ المعتمدة ومنهج المحقق في تحقيقه، بجودة سبك، وصولة حبك. أما القسم الآخر فهو المقصود، وهو قسم التحقيق، الذي التزم فيه بالضوابط، واحترم فيه القواعد، وأجاد فيه بحسن التخريج، والمقارنة والتصويب، حتى جاء النص المحقق على النحو الذي أراد له صاحبه أو يكاد. وما ذلك على المحقق بعزيز، وما هو على التحقيق بضنين”.

حفظ الله مولانا أمير المومنين، وحامي حمى الملة والدين، جلالة الملك محمد السادس وأدام عزه ونصره، وأدامه لهذا الوطن منارا عاليا وسراجا هاديا، وأبقاه ذخرا وملاذا لهذه الأمة، وأقر عين جلالته بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل المولى الحسن، وشد عضده بصنوه السعيد مولاي رشيد، وفي كافة أسرته الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب.

ورحم الله الملكين الراحلين؛ مولانا محمدا الخامس، ومولانا الحسن الثاني، وطيب ثراهما، وجعل روحيهما في أعلى عليين مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمد لله رب العالمين.