19 سبتمبر 2025 / 10:01

كتاب جديد يكشف توجهات البابا بشأن الإصلاحات داخل الكنيسة

صدر في 18 شتنبر 2025 كتاب حواري جديد مع البابا ليون الرابع عشر بعنوان “Léon XIV, citoyen du monde, missionnaire du XXIᵉ siècle”، وهو أول إصدار مطول له منذ انتخابه في شهر ماي الماضي.

ويعتبر هذا العمل وثيقة حوارية (الحوار أجرته الصحفية إليز آن آلن Elise Ann Allen) كشفت عن توجهات البابا في قيادة الكنيسة، وبينت الحدود التي رآها ممكنة في مجال الإصلاح، خصوصا ما يتعلق بالمرأة ومجتمع الميم، إلى جانب قضايا أخرى مثل حماية القاصرين، وأوضاع الفاتيكان المالية، ومواقف الكنيسة من النزاعات الدولية.

وأبان الكتاب أن نهج البابا قام على الاستمرارية دون قطيعة، إذ أكد انفتاح الكنيسة على الجميع، لكنه شدد على أن العقيدة لن تتغير، فقد أعلن بشكل صريح أن زواج المثليين ظل خارج أجندة الإصلاح، مع تطمين واضح للتيار المحافظ داخل المؤسسة الكنسية.

وفي المقابل، شدد على ضرورة توسيع حضور النساء في مواقع القيادة غير المرتبطة بالكهنوت، وعلى فتح فضاءات كنسية أرحب لاستقبال المؤمنين على اختلاف انتماءاتهم.

وكشف النص عن مواقف حازمة في مواجهة الاعتداءات الجنسية داخل الكنيسة، حيث وضع حماية الضحايا واستكمال الإصلاحات على رأس الأولويات، محذرا في الوقت نفسه من خطر التسييس أو إطلاق اتهامات بلا بينة.
كما تطرق إلى ملف العلاقة مع الصين بشأن تعيين الأساقفة، مبرزا أن الاتفاق استمر رغم ما أثاره من نقاش داخلي وخارجي، باعتباره وسيلة للحفاظ على قنوات التواصل مع كنيسة الصين.

وتوقف البابا عند الصراعات الجارية مثل حرب غزة، فجدد الدعوة إلى وقف إطلاق النار وحماية المدنيين والإفراج عن الرهائن، أما على مستوى الإدارة، فقد اعترف بالتحديات المالية التي واجهها الفاتيكان، لكنه أكد أن مسار الإصلاح الذي بدأ في عهد البابا فرنسيس استمر، مع مؤشرات على تحسن تدريجي.

وأوضحت المقابلة أن البابا ليون الرابع عشر سعى إلى تخفيف الاستقطاب الداخلي وتثبيت وحدة الكنيسة، مفضلا التوجه الهادئ القائم على المرافقة والحوار بدل القفزات العقائدية الحادة.

وأبرزت وسائل إعلام دولية أن الرسالة المركزية للكتاب تمثلت في أن التعليم الكاثوليكي ظل كما هو، مع تأكيد على ضرورة بناء الجسور بين المواقف المتباينة.

واتضح في النهاية أن الكتاب رسم خارطة طريق انتقالية للفاتيكان: ترسيخ الإصلاحات الإدارية والكنسية التي انطلقت سابقا، وتجميد الملفات العقائدية الخلافية، مع إبقاء الباب مفتوحا للنقاش.