منتصر حمادة
في كتابه الجديد يفكك عالم السياسة الفرنسي مارك أنطوان بيروز دو مونكلو الرؤية التي تقول إن الجهادية في إفريقيا مدفوعة فقط بدوافع دينية، ويرسم صورة لحركة يقودها “رجال أعمال سياسيين” مدفوعون بجشع المال والسلطة.
المؤلف للتذكير، من الأسماء البحثية المرجعية في الاشتغال على الحالة أو الظاهرة الجهادية، في دول الساحل بالتحديد، وله كتاب مرجعي حول الموضوع صدر منذ سنوات.
ويؤكد المؤلف أيضا أنه إذا كانت الحركات الجهادية تدعي أنها موجهة بدوافع دينية فقط، فإن تصديقها سيكون خطأ. “يتم تحفيز ما يسمى بـ”محاربي الإيمان” بدوافع مادية وغالبا ما تكون انتهازية، كما يظهر الزعماء كـ “رؤساء سياسيين” متجهين نحو الجهاد بعد فشلهم في التقدم في السلم الاجتماعي بوسائل أخرى. وحسب الكاتب، يلعب الطمع أيضا دورا في جذب عدد كبير من المقاتلين. السكان يعلمون ذلك جيدا، حيث غالبا ما يرون القليل من الفرق بين الجهاديين الذين يقولون إنهم يأخذون الزكاة وعصابات اللصوص الذين يأتون لسرقة ماشيتهم.
ومن الأخطاء التي تُرتكب كذلك حسب الكاتب، هو نسيان الديناميكيات المحلية والانجرار وراء خطاب الجماعات المسلحة التي تتداخل في الجهاد العالمي. إن الولاءات للقاعدة أو لتنظيم داعش يهدف إلى منح نفسها مزيدا من الظهور والشرعية.