25 أغسطس 2025 / 16:54

تقرير أممي يحذر من تمدد داعش في إفريقيا وآسيا

تواصل الأمم المتحدة تحذيرها من الخطر العالمي الذي شكله تنظيم “داعش”، رغم مرور سنوات على هزيمته العسكرية في العراق وسوريا.

وأكد خبراء المنظمة أن التنظيم أبان قدرة لافتة على التكيف مع الضربات والانكسارات، معتمدا على التكنولوجيا والدعاية والاضطرابات الإقليمية لتجديد نشاطه والحفاظ على حضوره في مناطق متعددة.

وعرض فلاديمير فورونكوف، الأمين العام المساعد لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، الاسبوع الماضي، معطيات أبرزت أن التنظيم أعاد تنظيم صفوفه في أكثر من ساحة، مستغلا الثغرات الأمنية وتراجع الحملات العسكرية.

وأوضح أن إفريقيا أصبحت اليوم المنطقة الأكثر تأثرا بعمليات التنظيم، حيث سُجلت أكثر من نصف ضحايا الهجمات الإرهابية حول العالم، خصوصا في الساحل وغرب إفريقيا وحوض بحيرة تشاد.

وربط التقرير الأممي بين تزايد أنشطة “داعش” في إفريقيا وبين البنية التحتية العابرة للحدود التي وفرت للتنظيم التمويل والدعم اللوجستي.

وكشف عن شبكات مالية ولوجستية في ليبيا ارتبطت مباشرة بمنطقة الساحل، ما أبرز امتداد نفوذ التنظيم في القارة الإفريقية.

ونبه فورونكوف إلى أن نشاط “داعش” في الصومال ظل قائما رغم الضربات الأمنية، مستشهدا بالهجوم الكبير الذي نفذه مقاتلوه في منطقة بونتلاند.

ورغم مقتل نحو مئتي عنصر واعتقال أكثر من 150، فإن التنظيم واصل الاعتماد على مقاتلين أجانب وعلى شبكات دعم إقليمية سمحت له بالبقاء في المشهد.

وتطرّق التقرير إلى الوضع في العراق وسوريا، حيث حاول التنظيم استعادة جزء من قدراته الميدانية عبر التركيز على الصحراء السورية (منطقة البادية) وتحريك الخلايا النائمة في مدن مثل دير الزور والحسكة وكركوك.

وأبرز أن التنظيم استغل تراجع دوريات التحالف الدولي ليعيد الانتشار في بعض المناطق، مستهدفا البنية التحتية الهشة ومنشآت النفط.

وأكد الخبراء أن مقتل نائب زعيم التنظيم في العراق خلال مارس 2025 لم يؤثر بشكل كبير على أنشطته، إذ بينت المعطيات الاستخباراتية أن “داعش” امتلك القدرة على تعويض خسائره القيادية في غضون أشهر قليلة.

وشكل هذا المعطى دليلا على مرونة الهيكل التنظيمي واستمرار قدرته على استقطاب مقاتلين جدد.

وحذر التقرير من خطورة فرع التنظيم في أفغانستان المعروف بـ”ولاية خراسان”، والذي وُصف بأنه أحد أخطر التهديدات في آسيا الوسطى وما بعدها.

وأشار إلى أن هذا الفرع استهدف المدنيين والأجانب والأقليات، واستفاد من حالة الاستياء من السلطات المحلية لتوسيع نفوذه.

أوضحت ناتاليا غيرمان، المديرة التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة، أن “داعش” لجأ إلى توظيف تقنيات متطورة في الدعاية والتجنيد، بينها الذكاء الاصطناعي والتطبيقات المشفرة ومنصات التمويل الجماعي.

وذكرت أن التنظيم بحث عن عناصر تملك خبرات في الأمن السيبراني، ما عكس تحولا خطيرا في أدواته.

سجلت الأمم المتحدة قلقا بالغا إزاء الوضع الإنساني في مخيمات الاحتجاز بشمال شرق سوريا، حيث عاش عشرات الآلاف من النساء والأطفال في ظروف غير آمنة وغير إنسانية، وسط مخاوف من تحول تلك المخيمات إلى بيئة خصبة للتطرف.

وجدد فورونكوف الدعوة إلى إعادة هؤلاء بشكل آمن وطوعي، خاصة الأطفال، وفق القوانين الدولية.

خلص التقرير الأممي إلى أن مواجهة “داعش” لم تقتصر على الضربات العسكرية أو استهداف القيادات، بل استوجبت معالجة جذرية للأسباب المؤدية إلى التطرف والإرهاب.

ودعا إلى تعزيز التعاون الدولي والإقليمي، وإشراك الحكومات والمنظمات في استراتيجيات بعيدة المدى قادرة على الحد من قدرة التنظيم على استغلال الأزمات وإعادة بناء نفسه.