تتناول خطبة الجمعة ليوم 28 صفر 1447 هـ الموافق 22 غشت 2025 في مساجد المملكة المغربية موضوع “الحرص على حق الله تعالى في المعرفة والتوحيد والإخلاص”، حيث تؤكد على أن أول واجب على المسلم هو معرفة الله تعالى، باعتبارها أساس التكليف وباب الفلاح في الدنيا والآخرة.
تستشهد الخطبة بقوله تعالى: «فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ»، لتبرز أن العلم بالله وتوحيده يثمر العمل الصالح ويقوي أثر الإيمان، إذ لا تصح العبادة إلا بمعرفة المعبود معرفة يقينية قائمة على العقيدة السليمة.
وتشير إلى أن العقيدة الأشعرية المؤطرة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة تمثل النموذج الصحيح في تنزيه الله عن التشبيه والتعطيل، وتحفظ من الانحرافات الفكرية والجدالات العقيمة.
وتؤكد أن هذه المعرفة بالله تؤتي ثمارها في تقوى العبد ومراقبته وإحسانه في القول والعمل، بحيث تتحول جميع أفعال الإنسان وأقواله إلى عبادة مأجور عليها متى أخلص وأصاب.
وتوضح الخطبة أن السبيل إلى هذه المعرفة يتجلى في الجمع بين “الكتاب المسطور” وهو القرآن الكريم والسنة النبوية، و”الكتاب المنظور” وهو الكون بما فيه من آيات وبراهين دالة على وحدانية الله.
وتبرز أن الله زوّد الإنسان بأدوات الإدراك من سمع وبصر وفؤاد، ليكون قادرا على التأمل والنظر والاعتبار، كما فعل الخليل إبراهيم عليه السلام حين استدل على التوحيد من خلال النظر في الكواكب والشمس والقمر.
إصافة إلى أن المعرفة بالله تورث الخشية منه، كما قال تعالى: «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ»، وأن هذه الخشية هي التي تثمر الاستقامة في العبادة وحسن التعامل مع الناس والتحلي بمكارم الأخلاق.
كما أن ثمرة الإيمان الحقيقية هي الطاعة لله والمعاملة الحسنة للخلق، وهي الغاية التي من أجلها أنزلت الكتب وبُعث الأنبياء.
وتختم الخطبة بالتنويه إلى أن هذا الطريق ميسور لمن أراد أن يتذكر أو يشكر، ليبقى محور الدعوة هو الحرص على معرفة الله وتوحيده والإخلاص له، باعتبار ذلك رأس الأمر وعموده الذي ينبني عليه صلاح الفرد والمجتمع.