14 أغسطس 2025 / 12:07

الإعلان عن اتحاد عالمي لأهل التربية في اختتام المؤتمر العالمي للتصوف

رشيد المباركي. دين بريس 

اختام المؤتمر العالمي للتصوف بفاس بتوصيات مهمة من ضمنها الدعوة الى السلام العالمي وتأسيس اتحاد عالمي لأهل التربية والسلوك
تحت شعار “منهج التزكية: بناء للإنسان وحماية للأوطان”، انعقد يومي 12 و13 غشت 2025، المؤتمر العالمي للتصوف في دورته الخامسة وذلك بقاعة الندوات الكبرى للمجلس البلدي بمدينة فاس وهو المؤتمر الذي نظمه المركز الأكاديمي الدولي للدراسات الصوفية والجمالية.

جاء اختيار هذا الشعار لأن التصوف المغربي لا يكتفي بحضور ديني وعقائدي فقط، بل يمارس دوره كأداة اجتماعية وسياسية ودبلوماسية يضبط بها المغرب “أمنه الروحي” داخليا، ويستعملها كوسيلة يدافع بها عن مصالحه الخارجية وبالتالي، فإن التصوف المغربي لا ينس نصيبه من بناء الأوطان والذي يرتكز على بناء الإنسان الذي تقع على عاتقه أمانة هذا الوجود، وهو المتحمل تكليفا وتشريفا لمسؤولية عمارة الأرض، وخلافة الله سبحانه وتعالى في عالم الشهادة ليكون مصدر رحمة وشفقة وحياة.
انعقد المؤتمر العالمي للتصوف بمشاركة نخبة من المشايخ والعلماء والدكاترة، تجاوز عددهم 400 شخص ومثلوا 30 دولة، مثل نيجيريا وتشاد وإثيوبيا والسودان ومصر وتونس والأردن والسنغال والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، بالإضافة إلى دول من الشرق الأوسط وآسيا، للتركيز على تفرد النموذج المغربي في تعزيز الإسلام المعتدل، حيث يشكل التصوف حصناً أيديولوجياً ضد التطرف.
وتضمن برنامج المؤتمر على مدار يومين عدة جلسات تناولت مواضيع مختلفة، منها: “التصوف وتوطيد قيم المواطنة الفاعلة”، و”الصوفية المغاربة في خدمة الإسلام”، و”التصوف والكفاح من أجل تزكية النفس الإنسانية”، و”دور التزكية في تحقيق التوازن بين المادي والروحي”، و”التصوف في ضوء التحليل النفسي السريري”.
كما تمت مناقشة مواضيع أخرى مثل: “التصوف والتنمية الحضارية”، و”التصوف النسائي المغربي: تجارب ودلالات”، و”مساهمة الزوايا في التنمية السوسيو-اقتصادية للمغرب”، و”دور إمارة المؤمنين في الحفاظ على الأمن الروحي وثوابت الأمة”، و”دور التصوف في نشر ثقافة السلام”.
واختتم المؤتمر بسلسلة من التوصيات من بينها:
الدعوة الى السلام العالمي عبر التعريف بحقيقة الإسلام القائم على بناء الانسان من خلال منهج التزكية.
تأسيس اتحاد عالمي لأهل التربية والسلوك يمكن وسمه بالتحالف العالمي لأهل التصوف يضم تحت جناحه الطرق والاكاديميات الصوفية العالمية.
اعتماد منهج التزكية كعلم يخرج في مقررات دراسية مصاحبة للأجيال القادمة في تنشئتهم وفي سائر المدارس والمؤسسات التعليمية والتربوية.
بيان أهمية منهج التزكية في حماية الأوطان والرقي والنهوض بالأمة سلوكيا واقتصاديا واجتماعيا.
تجديد طريق السلوك الى الله سبحانه ومناهج التزكية والتربية بما يتوافق مع اهتمامات الأمة وتحدياتها.
الدعوة لإصلاح المنهج الصوفي وتصفيته مما داخله من البدع والانحرافات لجعله مرجعا للجميع.
كما تم تكريم بعض الشخصيات الصوفية المغربية والدولية البارزة الحاضرة في هذا اللقاء وتم رفع برقية ولاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده راعي التصوف والصوفية في المغرب وداعم السلم والسلام للوطن والأمة.